ربما يرغب مارك زوكربيرج، مؤسس فيسبوك، في أن يكون “سوبرمان” هذا العصر، أو ربما يرغب في إقناعنا بذلك ليحقق مكاسب تجارية، فكل خطوة يخطوها بزي “سوبرمان” لمساعدة الناس حول العالم، وتقديم المعونة دائمًا لهم في السراء والضراء، بالتأكيد لها تأثيرات إيجابية تصب في مصلحة شبكته الاجتماعية وخدماته الإلكترونية، لذا “نرصد” أبرز المواقف التي ارتدى فيها زوكربيرج زي سوبرمان بدلًا من “التيشيرت” الرمادي التقليدي.
1- التبرع بثروته
نال زوكربيرج إشادة ضخمة للغاية، العام الماضي، بعد إعلان تبرعه بـ99% من أسهمه في شركة “فيسبوك” للأعمال الخيرية أي ما قيمته 45 مليار دولار، عقب استقبال مولودته الأولى “ماكس”.
لكن أرادت بعض التحليلات أن تنزع زي سوبرمان عن زوكربيرج، فأشارت إلى أنه خدع الجميع بهذا التبرع، لأنه سيذهب إلى مبادرة شان زوكربيرج، وهي شركة ذات مسؤولية محدودة، مملوكة لزوكربيرج وزوجته، لكنها ليست مؤسسة خيرية، لذا فأنها تستطيع إنفاق الأموال في أي مجال، بما في ذلك الاستثمارات الهادفة للربح.
يرى بعض المحللين أن اتجاه زوكربيرج لمبادرته سيضمن له التهرب من دفع ضرائب على أرباح شركة “فيسبوك”، كما سيمكنه من نقل هذه الأسهم كاملة لورثته، كما سيحقق أرباحًا طائلة مما سيوفره من الضرائب، فمن المتوقع أن يحافظ على نحو ثلث قيمة المبلغ، الذي قرر التبرع به، أي ما يزيد على 333 مليون دولار عن كل مليار دفعه.
لكن زوكربيرج تمسك بزي سوبرمان، إذ رد على هذه الإدعاءات، قائلًا “الشركات محدودة المسؤولية، مثل مبادرة شان زوكربيرج، تتمتع بمرونة أكبر من المؤسسات الخيرية التقليدية، إذ أنه يستطيع نقل الأسهم إليها دون ضرائب، على عكس المؤسسات الأخرى، ما سيمكنه من تنفيذ مهمته الخيرية بكفاءة أعلى”، كما لفت إلى أنه في حال قررت المبادرة أن تبيع أسهمها، فأنها ستخضع لضرائب المكاسب الرأسمالية، مثل الشركات الهادفة للربح.
2- التواصل
“مزيد من المستخدمين = مزيد من الأرباح” مبدأ أساسي في عالم “البيزنس”، وهو ما يدفع زوكربيرج إلى السعي لتوصيل الإنترنت لثلثي سكان العالم غير القادرين على الاتصال به، من خلال تقديم مصدر للاتصال بالشبكة العنكبوتية لهم، عبر العديد من الوسائل، منها الليزر، والأقمار الصناعية، والطائرات دون طيار، ومبادرة “Free Basics”، التي لا تسمح بتصفح مواقع الإنترنت بشكل كامل، لكن تتيح فقط الدخول إلى 13 خدمة أساسية مجانًا، منها شبكة “فيسبوك”، وخدمة التراسل التابعة لها “Messenger”، وبحث “جوجل”، وموسوعة “ويكيبيديا”، فضلًا عن مجموعة من الخدمات الإخبارية والثقافية والصحية.
بالتأكيد زوكربيرج عندما يتحدث عن مبادرات توصيل الإنترنت لسكان المناطق النائية، يشير فقط إلى الاستفادة الضخمة التي ستعود على هؤلاء الأشخاص، دون أن يلفت إلى المليارات التي سيجنيها من وراءهم.
اقرأ أيضًا:
“دولة فيسبوك”.. حلم السيطرة على العالم
3- المنقذ في الكوارث
حوّل زوكربيرج الشبكة الاجتماعية إلى أداة إنقاذ في الكوارث، من خلال خاصية “Safety Check”، التي أطلقها عام 2014، لتُظهر للأشخاص الموجودين في الأماكن المتضررة من الكوارث، مثل الزلازل والأعاصير والعمليات الإرهابية، إشعارًا يستفسر عما إذا كانوا بأمان أم لا؟، لتظهر الإجابة لدى أصدقائهم كي يطمئنوا عليهم، وبالفعل لاقت الخدمة ردود فعل إيجابية، وقدمت المساعدة للكثيرين في العديد من الأحداث، منها هجمات باريس، العام الماضي.
وبعد أن كانت الخاصية تُفعّل فقط من خلال فيسبوك، أعلنت الشركة، قبل أيام، تطويرها ليتم تفعيلها فقط من خلال المستخدمين، عندما ينشرون عددًا كافيًا من المشاركات عن كارثة، دون أن يفعلها موظفي “فيسبوك”، حتى تكون الخدمة أكثر فعالية.
كما أعلنت شركة “فيسبوك”، قبل أيام، عن خدمة “Community Help” التي تتيح للمستخدمين التواصل مع هؤلاء الذين يبحثون عن الطعام والمأوى والإمدادات المختلفة، في أعقاب الكوارث الطبيعية، ويتم ربط هذه الخدمة بـ”Safety Check”، ومن المقرر البدء في اختبارها الشهر المقبل، وإطلاقها مطلع العام المقبل.
4- توظيف
زوكربيرج يريد أن يساعدك أيضًا في العثور على وظيفة تناسبك، إذ أطلقت “فيسبوك” خاصية جديدة لصفحات الشركات والأعمال التجارية تتيح لها وضع قائمة بالوظائف الشاغرة لدبها، مع زر قدم الآن “Apply Now” ليقدم المستخدمين على الوظائف مباشرة، دون حاجة إلى البحث عن وظائف خارج أروقة الشبكة الاجتماعية.
مشاهد عديدة تكشف رغبة زوكربيرج في أن يقدم خدمات إنسانية للمليارات حول العالم، لكن ما وراء هذه الرغبة هو محل الجدل، فالأسباب الظاهرية ربما لا تتفق مع دوافع شركة “فيسبوك” لزيادة عدد مستخدمي خدماتها، وبالتالي مضاعفة ما تملكه من بيانات، فتزداد الإعلانات، وفي النهاية ترتفع الإيرادات في خزينة الشركة.
