هي واحدة من أقدم شبكات التواصل الاجتماعي، أقدم من فيسبوك Facebook وتويتر Twitter ومايسبيس MySpace وفليكر Flickr وهاي فايف Hi5، وهي بمثابة الشبكة الأم لها جميعا، لكنك للأسف لن تستطيع تجربتها أو الاستمتاع بالاشتراك فيها، فقد أغلقت أبوابها، مؤقتا على الأقل، منذ 14 يونيو 2015، معللة ذلك بسبب بعدم تمكنها من مسايرة التطور في صناعة الشبكات الاجتماعية الصعبة وقلة المشاركة والتفاعل على الإنترنت، كما تقول على الصفحة الوحيدة المتاحة للموقع على الإنترنت.
ونكاد نجزم أن مارك زوكربيرج، والذي امتلك حسابا كأي مستخدم آخر على “فريندستر” Friendster، قد راودته فكرة فيسبوك Facebook بعد تجربته عليها، فهناك تشابه كبير بين كثير من الخيارات بين فيسبوك وفريندستر، فقد استخدمت كشبكة لإضافة الأصدقاء وللتعارف والمواعدة وعرض الفعاليات Events ومشاركة الاهتمامات خاصة في مجال ألعاب الفيديو، ولا عجب أن فيسبوك اشترت 18 براءة اختراع لميزات من فريندستر بحلول أغسطس 2010، دفعت فيها 40 مليون دولار، منها براءات تخص الإعلانات على شبكات التواصل الاجتماعي والدفع عبر الإنترنت.
لكن فريندستر لم تكن شبكة تواصل اجتماعي أمريكية المنشأ، رغم مؤسسها كندي الجنسية جوناثان أبرامز، فقد عملت من مقرها في كوالا لامبور بماليزيا، واهتمت بتوفير خدماتها باللغات الأسيوية إلى جانب الإنجليزية، مثل الفلبينية والماليزية والفيتنامية والتايلاندية والصينية والكورية واليابانية إلى جانب الأسبانية والفارسية.
ولم يكن أداء فريندستر سيئا، فقد تم تأسيسها في عام 2002، وسرعان ما وصل عدد المشتركين فيها إلى 150 مليون مستخدم، يطالعون شهريا 20 مليار صفحة، وبعد عام واحد فقط من تأسيسها تلقت عرضا بالشراء من “جوجل” Google، بلغ 30 مليون دولار، لكن تم رفضه.
وتكشف بعض خدمات فريندستر عن حجم خيبة الأمل التي شعر بها المستخدمين من إغلاق أبوابها، فقد كان لها السبق في كثير من المزايا، منها خدمة المحفظة المالية Wallet، التي تدعم مجموعة متنوعة من وسائل الدفع، مثل بطاقات الائتمان المدفوعة مقدما والدفع عبر الهاتف المحمول والمدفوعات عبر الإنترنت ومدفوعات بطاقات الائتمان، أي أن الشبكة كان لديها منصة دفع إلكترونية خطت بها خطوات إلى حد إعلان شراكة عالمية مع شركة MOL، المزود الرائد للدفع الإلكتروني الذي يملك شبكة من أكثر من 600 ألف قناة فعلية وافتراضية في جميع أنحاء العالم.
