في 1 يونيو 1999، أطلق شون فانينج وشون باركر خدمة تبادل ومشاركة الملفات “نابستر” Napster، التي وفرت طريقة سهلة لمستخدمي الإنترنت لنسخ ملفات الموسيقى MP3 وتوزيعها، لتكون أول خدمة موسيقى بتقنية الند للند peer to peer لمشاركة الملفات تلقى هذا الانتشار الواسع.
حققت “نابستر” شهرة واسعة في فترة زمنية قصيرة، خاصة بين الشباب وطلاب الجامعات، وبعد 6 أشهر تقريبا من إطلاقها، أقامت جمعية صناعة التسجيلات الأمريكية RIAA دعوى قضائية ضدها، لاتهامها بانتهاك حقوق النشر والملكية الفكرية.
أجبرت الدعوى الشركة بالفعل على إغلاق نشاطها، في سبتمبر 2002، لكن بعد أن رسخت شعبية تنزيل الموسيقى الرقمية في جيل كامل من مستخدمي الإنترنت، بشكل لا يزال يؤثر على صناعة الموسيقى عالميا حتى الآن، وامتد تأثيره إلى أفلام السينما والبرمجيات وكل ما يمكن مشاركته عبر الإنترنت.
كان تميز “نابستر” في جزء منه هو تخصصها في ملفات الموسيقى بصيغة MP3، وقد سجل ما يقرب من 80 مليون شخص في الخدمة، وقد أتاحت “نابستر” بالفعل طريقة سهلة لتنزيل الموسيقى والأغاني التي يصعب الحصول على كثير منها، مثل الأغاني القديمة والتسجيلات النادرة.
خلال الدعوى القضائية ضدها، حاولت “نابستر” أن تقنع صناع الموسيقى بقبول مبلغ 26 مليون دولار لتسوية الأمر مقابل انتهاكها السابق لحقوقهم، إلى جانب 10 مليون دولار أخرى مقابل ترخيصهم لاستغلال منتجاتهم مستقبلا، وبذلك حولت “نابستر” نشاطها من خدمة مجانية إلى مدفوعة، فانخفض عدد مستخدميها.
في سبتمبر 2002، أجبر حكم قضائي “نابستر” بضرورة إعلان إفلاسها وتسييل أصولها، فاشترتها “روكسيو” Roxio في مزاد، ثم اشترتها شركة متاجر التجزئة لبيع الإلكترونيات “بست باي” Best Buy في سبتمبر 2008، بمبلغ 121 مليون دولار، وفي 2011، اندمجت نابستر مع “رابسودي” Rhapsody، ومنذ 2016، غيرت “رابسودي” من شعارها وعلامتها التجارية إلى “نابستر” Napster.