لطالما اشتبك قطاع كبير من البشر حول تأثير الهواتف المحمولة على صحتنا، فبينما يؤكد كثيرون أنها تسبب السرطان، يشير قطاع كبير بعدم وجود دليل قوي على ذلك، بينما يمكن القول اليوم أن العلماء قد عثروا بالفعل على دليل واضد لتسبب الهواتف المحمولة في الإصابة بالسرطان.. على الأقل في فئران التجارب!
وأكد باحثون في برنامج علم السموم الوطني National Toxicology Program أن الإشعاعات الصادرة عن الهواتف المحمولة، التي تستخدم تكنولوجيا الجيل الثاني 2G والثالث للاتصالات 3G، تسببت في إصابة ذكور فئران التجارب بأورام سرطانية في القلب والدماغ.
في الدراسة، احتجز الباحثون فئران التجارب في غرف خاصة، وعرضوهم للإشعاع الهاتفي منذ كانوا أجنة في رحم أمهاتهم حتى ولادتهم وتقدمهم في العمر، بحيث كان التعرض للإشعاع متقطعا، 10 دقائق من الإشعاع ثم 10 دقائق دون إشعاع، لمدة 9 ساعات يوميا، ورصد الباحثون أن ذكور الفئران قد أصيبت بأورام سرطانية في القلب والدماغ.
الغريب في الأمر أن نتائج التجربة أشارت إلى أن الفئران المعرضة للإشعاع عاشت فترة أطول من أولئك الذين لم يتعرضوا للإشعاع، وإن أرجعه العلماء إلى الانخفاض الملحوظ في مشاكل الكلى المزمنة، التي غالبا ما تكون سببا للوفاة في الفئران الأكبر سنا.
لحسن الحظ، قال الباحثون أن نتائجهم لا تعني بالضرورة أن إشعاع الهاتف له نفس التأثير على البشر، ففي الدراسة، تلقت الفئران إشعاعات المحمول في أجسادها بالكامل، بينما في البشر، تتعرض الأنسجة القريبة فقط من المحمول إلى هذا التأثير، كما أن مستويات تعرض الفئران للإشعاع في الدراسة كانت أكبر بكثير مما يتعرض له البشر.
