منوعات

مساحة حرة| عشق الشوكولاتة الذي بدأ قبل 5500 سنة.. قرابين منها قدمتها الأزتك والمايا للآلهة

تختلف الشوكولاتة التي عرفتها أمريكا الوسطى قديما عن شكلها الحديث الذي نعرفه

تشير الأدلة الأثرية واللغوية إلى نشأة الشوكولاتة في المكسيك أو أمريكا الوسطى منذ 4000 عام تقريبا، لكن بحث جديد نُشر في دورية البيئة الطبيعية والتطور Nature Ecology & Evolution، في أكتوبر الماضي، قال أن المخلفات العضوية على التحف تؤكد أن الشوكولاتة عرفتها ثقافة مايو-شينشيب Mayo-Chinchipe منذ ما يقرب من 5500 سنة، في المنطقة التي تعرف اليوم بالإكوادور.

في نفس الوقت، يقول تحليل الحمض النووي (دنا) DNA القديم والحديث لشجيرات تي. كاكاو T. cacao إلى استئناسها أو تدجينها لأول مرة في منطقة حوض الأمازون العليا، ومع انتشارها في الشمال، أصبحت الشوكولاتة سلعة فاخرة تستحق التقدم بها كقرابين للآلهة في حضارات الأزتك والمايا، وغيرها من حضارات أمريكا الوسطى.

لكن الشوكولاتة التي عرفتها أمريكا الوسطى قديما تختلف عن شكلها الحديث الذي نعرفه، فقد صنعوها من حبوب الكاكاو المطحونة المعجونة بمزيج من الماء أو الذرة أو الفاكهة أو الفلفل الحار أو العسل، وبذلك كانت تقدم فية صورة عصيدة أو مشروب.

الشوكولاتة تصل أوروبا..

ووصلت الشوكولاتة لأول مرة إلى أوروبا في القرن السادس عشر، وكانت تقدم كمشروب دافئ مصنوع من شراب الشوكولاتة، بنفس المقادير التي تعرف اليوم بشوكولاتة الخبز أو شوكولاتة الطهي غير المحلاة، من معجون الكاكاو المطحون والمواد الصلبة للكاكاو وزبدة الكاكاو.

ظهر “أكل الشوكولاتة” في منتصف القرن التاسع عشر، عندما أضاف صناع الحلوى الأوروبيون السكر وزبدة كاكاو إضافية إلى شراب الشوكولاتة، فصنعوا ما يعرف اليوم بالشوكولاتة الداكنة.

سويسرا تصنع شهرتها بالشوكولاتة..

في عقد السبعينيات من القرن التاسع عشر (1870)، أضاف صانع شوكولاتة سويسري مسحوق الحليب إلى الشوكولاتة، فابتكر بذلك شوكولاتة الحليب، أما الشوكولاتة البيضاء فقد عرفناها في القرن العشرين، وهي لا تحتوي على مواد صلبة من الكاكاو، لذا فهي لا تعتبر شوكولاتة من الناحية التقنية!

لكن تطوير الشوكولاتة لم يتوقف عند هذا الحد، ففي سبتمبر من عام 2017، قدمت شركة صناعة الشوكولاتة السويسرية الشهيرة “باري كاليبوت” Barry Callebaut، وهي واحدة من أكبر شركات صناعة الشوكولاتة في العالم، شوكولاتة باللون الأحمر الياقوتي، مع حملة دعائية وتسويقية كبيرة للغاية.

ولم تكشف “باري كاليبوت” عن سر صناعة الشوكولاتة الحمراء، لكن خبراء أكدوا أنها مصنوعة من حبوب الكاكاو غير المخمرة، والتي تم تحميضها وفق براءة اختراع سجلتها الشركة في عام 2009، وهو ما يفسر ما يؤكده خبراء التذوق من أن طعمها يختلف كثيرا عن الطعم الحقيقي المعروف للشوكولاتة، فالشوكولاتة تحصل على كثير من نكهتها بسبب عملية التخمير.

لا تتوقع دوما أن تحسن الشوكولاتة من مزاجك..

كثير هي الأخبار التي تقدم الشوكولاتة كحل فعال في تحسين الحالة المزاجية، وقد فحصت دورية “بلانتا ميديكا” Planta Medica البحوث السابقة حول تأثير الشوكولاتة على الحالة المزاجية، وقد وجد الباحثون أن القليل من الدراسات هي التي اهتمت بالتحليل الكيميائي للشوكولاتة!

تقول الدراسات، التي تشكك في فعالية الشوكولاتة، أن المواد الكيمائية في الشوكولاتة تختلف اختلافا كبيرا بناء على أسلوب صناعتها، مثل درجة حرارة وزمن تحميص حبوب الكاكاو، وأن تأثيرها على الصحة قد ينتج من تأثير مادة كيميائية معينة، أو من التفاعل بين عدة مواد كيميائية، أو من شئ آخر تماما، ويقول الباحثون أن الشوكولاتة قد تحدث تغيرات عصبية بيولوجية مشابهة للتغيرات التي تم رصدها من تعاطي المخدرات!

لكنها تحسن بشكل ملحوظ من صحة القلب..

لكن إذا كان دور الشوكولاتة على المزاج مشكوك فيه بعض الشئ، إلا أنه من المثبت دورها في صحة القلب، ففي دراسة تحليلية تعود إلى عام 2015، ربطت بين زيادة استهلاك الشوكولاتة وانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية وغيرها من مشكلات القلب والأوعية الدموية.

اضغط لتعلق

شارك بردك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

To Top