حالة جدل واسعة أنتجتها ضربة جزاء “واضحة” لم يحتسبها الحكم جهاد جريشة للزمالك أمام المقاصة، أمس الجمعة، ببطولة الدوري، في المباراة التي انتهت لصالح الأخير بهدف نظيف، إلا أن معظم المحللين اتفقوا على أن الحكم لم يرها، وأنه خطأ بشري غير مقصود، لكن هل كانت التكنولوجيا قادرة على مساعدة الحكم في هذه الواقعة؟
في الواقع لو دخلت تكنولوجيا “مساعد الحكم بالفيديو” حيز التنفيذ المنتظم، وتم تطبيقها في الدوري المصري، لكانت اُحتسبت 100% ركلة جزاء للزمالك، فالإعادات من الزوايا كافة كشفت الخطأ التحكيمي.
وتعتمد هذه التكنولوجيا التي يُطلق عليها الحكم المساعد بالفيديو أو “Video assistant referee “VAR، على حكم إضافي يجلس بجانب الملعب وإلى جواره شاشة تعرض عليها الإعادات، ويستخدم السماعات والميكروفون للتواصل مع حكم الساحة، وإخباره بالحالات الجدلية التي تكشفها الإعادات.
ضربات الجزاء ضمن الحالات التي يقرها “الفيفا” لتكنولوجيا الفيديو
ووافق الاتحاد الدولي لكرة القدم على الاعتماد على حكام الفيديو، في يونيو الماضي، وأقر الاتحاد استخدامها في التأكد من أربع حالات قد تغير سيناريوهات المباريات، وهي الأهداف المسجلة، وقرارات ركلات الجزاء، وحالات الطرد، وتحديد هويات اللاعبين.
ويدرس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم حاليًا بجدية الاعتماد على تكنولوجيا مساعد الفيديو في البطولات كافة، بدءًا من الموسم المقبل.
كما أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، أن من الممكن الاعتماد على هذه التكنولوجيا في بطولة كأس العالم القادمة، العام المقبل، والمقرر إقامتها في روسيا، بعدما تم اختبارها العام الماضي في كأس العالم للأندية.
وفي أغسطس الماضي، تم اختبار هذا النظام لأول مرة في إحدى مباريات الدوري الأمريكي، وخلال المباراة، تأكد الحكم من ركلتين حرتين، بناءً على توصية من الحكم المساعد بالفيديو، وكذا الحال ذاته عند إشهار بطاقتين صفراء وحمراء خلال المباراة، وفي الشهر التالي اُختبرت تكنولوجيا الفيديو مجددًا في مباراة ودية بين فرنسا وإيطاليا.
زيدان يرى أن تقنية إعادة الفيديو مربكة
وفي شهر ديسمبر، بدأ اختبار النظام في بطولة دولية، خلال كأس العالم الأندية، وكانت أبرز واقعتين لها، عندما لم ير الحكم المجري فيكتور كساي ركلة جزاء لفريق كاشيما أنتلرز الياباني أمام أتليتكو ناسيونال الكولومبي، ليشير له مساعد الفيديو بوجود ضربة جزاء، فأوقف كاساي المباراة، وشاهد إعادة الواقعة بنفسه على الشاشة، مقررًا احتساب ركلة جزاء للفريق الياباني.
أما الواقعة الثانية جعلت زين الدين زيدان، المدير الفني لريال مدريد الإسباني، يصف هذه التقنية بالمربكة، بعدما أجبرت الفريق على تأجيل احتفاله بهدف كريستيانو رونالدو في مرمى أمريكا المكسيكي، إذ شك حكم اللقاء في صحة الهدف وإمكانية تسلل رونالدو، وانتظر حتى يتأكد من إعادة الفيديو، لكن ظن الحكم لم يكن في محله، إذ أجبرته الإعادة على احتساب الهدف في النهاية.
لذا نرى أن هذا النظام إذا كان موجودًا في مباراة الزمالك والمقاصة لقضى تمامًا على الجدل، والغضب الزملكاوي المشتعل منذ مباراة الأمس، وربما يساعد مستقبلًا في حل العديد من المشاكل التحكيمية في مصر والعالم، رغم الارتباك الذي قد يسببه في بعض الحالات.
