بين حين وآخر، يتداول مستخدمو الإنترنت صورا وأخبارا حول أشخاص عبروا حاجز الزمن، فظهروا في أزمنة بعيدة ممسكين بتقنيات لم نعرفها سوى حديثا، قد يكون من بين تلك الصور شخصا التقطت صورته في الثمانينيات، بينما هيئته وملابسه ونظارته من الموديلات الحديثة للغاية، أو سيدة تتحدث في تليفون محمول في زمن لم يعرف الهاتف الأرضي بعد، أو تلك الصورة التي تمسك فيها سيدة بهاتف “آيفون” حديث بينما يعود تاريخ رسم الصورة إلى عام 1860.
قد ترى الصورة مبالغة بالطبع، لكنها ستأخذ مكانها الذي تستحقه وسط شائعات الإنترنت بسبب إدمان معظمنا للغرائب والحكايات العجيبة، فمن العجيب حقا أن يرسم الفنان النمساوي البارز فرديناند جورج والدمولر لوحته، وعنوانها الشخص المرتقب The Expected One، لفتاة بملابس فيكتورية الطراز تسير وهي مركزة نظرها في جسم مستطيل تمسكه بكلتا يديها، كما لو كان هاتفا محمولا، بينما يختبيء حبيبها على ركبتيه منتظرا لحظة تقديم الورود إليها.
هل تمسك الفتاة، في اللوحة المعروضة في متحف نيو بيناكوثيك بألمانيا، هاتفا ذكيا من نوع آيفون iPhone حقا أم كتابا مقدسا تتلو من خلاله الصلوات بكل خشوع وتركيز؟! في الحقيقة نحن لا نعرف!