تصدر انفجار بطاريات الليثيوم أيون عناوين الصحف والمواقع الإلكترونية لفترة ليست بالقليلة، خاصة بعد حوادث انفجار بطاريات هواتف سامسونج جالاكسي نوت 7، العام الماضي، وكذلك الشكوى من حوادث انفجار بطاريات لوح التزلج الكهربائي “هوفربورد”، الأمر الذي أثار تساؤلات حول خطورة هذه البطاريات وقابليتها للانفجار.
لا يمكن استبعاد انفجار بطاريات الليثيوم أيون Li-ion، فهي بطاريات خطرة بطبيعتها، حيث تحتوي على محلول جيد التوصيل للكهرباء وشديد الاشتعال، ووظيفته السماح للأيونات بالانتقال من الأنود إلى الكاثود والعودة مرة أخرى من خلال فاصل، مما يسمح للبطارية القيام بوظيفتها، سواء تفريغ شحنتها وتوليد الكهرباء أو الشحن مرة أخرى، وتأتي خطورة البطارية من احتمالية تلامس أنودها وكاثودها تحت ظروف معينة، فترتفع درجة حرارتها بصورة مفاجئة إلى حد الاشتعال.
على الرغم من خطورة بطاريات الليثيوم أيون، إلا أن كفاءتها العالية تجعلنا نغض الطرف عن خطورتها المحتملة، فهي تخزن كمية كبيرة للغاية من الطاقة في حجم صغير، تكفي لتشغيل الهاتف أو اللاب توب ليوم كامل، إلى جانب أهميتها ودورها المحوري في تطوير صناعات مثل السيارات الكهربائية أو الكاميرات الرقمية وحتى الطائرات.
ولا يمكن أن نُغفل، كما يقول الخبراء، دورنا نحن ومُصنعيها في انفجارها، فمع التنافس الشديد بين الشركات من أجل صنع بطاريات ليثيوم أيون بطاقة تخزين مرتفعة وكفاءة عالية وسمك نحيف، يتعجل الكثير منهم تطوير تقنية مناسبة لذلك، كما أن استخدام شاحن كهرباء مُقلد له دور كبير في الإضرار بالبطارية.
ومع ذلك، فقد استطاع باحثون في جامعة ستانفورد معالجة سبب انفجار بطاريات الليثيوم أيون، وقدموا بالفعل بطارية ذاتية الإطفاء من الليثيوم أيون في أوائل العام الجاري، حيث وضعوا فاصلا جديدا مصنوعا من البوليمر، يحتوي على مركب ثلاثي فينيل الفوسفات TPP، والذي يعمل كمانع للهب.
ويقول الباحثون أنه بمجرد وصول درجة حرارة البطارية إلى 150 درجة مئوية، يذوب فاصل البوليمر، ليطلق ثلاثي فينيل الفوسفات داخلها فيمنع انفجارها أو احتراقها.
