كانت الطريقة البدائية لقياس أعماق المحيطات بسيطة للغاية، فعن طريق ربط ثقل في نهاية حبل يحمل علامات قياس تحدد طوله، كان من الممكن قياس عمق المحيط في بعض المناطق، ومع ذلك لم يكن من الممكن استخدام نفس الطريقة في قياس المناطق شديدة العمق، والتي تتراوح في بعض الأحيان ما بين 4 إلى 11 كيلومتر، لكن التقنية قدمت حلا مبتكرا لهذا.
تستخدم التكنولوجيا الحديثة جهازا لتوليد الموجات الصوتية في قياس أعماق المحيطات، حيث يتم إرسال الموجات الصوتية وإعادة استقبالها عند ارتدادها مرة أخرى عندما تصطدم بقاع المحيط، ليتم حساب المسافة التي قطعتها الموجات تبعا للزمن الذي استغرقته حتى ارتدادها.
لكن الموجات الصوتية المستخدمة ليست كتلك الموجات العادية الصادرة منا، فالموجات الصوتية المعتادة تنتشر في كل الاتجاهات، مما يجعلها تتشتت ولا يصل سوى جزء قليل منها إلى القاع، وهو ما يقلل كثيرا من صدى الصوت الناتج عن ارتدادها فيجعل من الصعب التقاطه، ويستخدم المتخصصون نوعا خاصا من الموجات هي الموجات فوق الصوتية Ultrasonic، وهي موجات صوتية ذات تردد عالي للغاية.
وتتميز الموجات فوق الصوتية بتركيزها، حيث تنتشر بقدر أقل بكثير من الموجات الصوتية العادية، كما يقل امتصاص الماء لها عن الموجات الصوتية العادية، وبذلك يكون الصدى المرتد عنها أقوى بكثير ويمكن رصده بسهولة.
ولعلك تتسائل ماذا لو اعترضت أي من الأحياء المائية طريق تلك الموجات الصوتية فهل يؤثر ذلك على دقة قياس عمق المحيط؟ إن المتخصصين ممن يراقبون تلك الأجهزة يدركون أن الأجسام المختلفة تنعكس الموجات الصوتية عنها بطريقة مختلفة، لذلك فإنه يمكن تحديد مصدر صدى الصوت بكل سهولة.
