في أقل من شهرين، حققت مجموعة (جروب) على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر عالميا فيسبوك نجاحا كبيرا في زيادة الوعي حول سوق السيارات في مصر، وظهرت نتائجها واضحة في خريطة سوق السيارات الجديدة (الزيرو) والمستعملة أيضا.. حيث لا بيع ولا شراء!
تمكن جروب “خليها تصدي_زيرو جمارك (ضد جشع توكيلات السيارات)” من جذب مليون و300 ألف شخص تقريبا (وقت كتابة هذا المقال)، اتحدوا معا ضد -ما أسموه- جشع توكيلات وتجار السيارات في مصر، وذلك بسبب عدم حدوث أدنى تغيير في أسعار السيارات بعد تنفيذ اتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية “زيرو جمارك” على السيارات الأوروبية الواردة إلى مصر، بدءا من يناير الماضي.
تحول جروب “خليها تصدي” إلى منصة شعبية ترصد توابع حملة المقاطعة التي أشعل فتيلها شباب يحلمون بامتلاك سيارة، فاكتشفوا –بحسب المعلومات التي يتم كشفها تباعا وبفرض صحتها- خديعة كبرى من الوكلاء والتجار والموزعين، تكاتفوا جميعا لبيع سيارات خالية من وسائل الأمان بأسعار تفوق كثيرا أسعار السيارات المشابهة في الخليج، على الرغم من تفوق سيارات الخليج في المواصفات وخدمات ما بعد البيع وأسعار قطع الغيار، وزيادة مصروفات الوكيل الخليجي عن نظيره المصري!
إن جولة بسيطة في جروب “خليها تصدي” كفيل بأن يغير فكرك تماما إذا ما كنت ترغب في شراء سيارة في الوقت الحالي، فعلى سبيل المثال، تخيل أن سعر سيارة مثل متسوبيشي أتراج Mitsubishi Attrage في السعودية يبدأ من 30 ألف ريال تقريبا (حوالي 140 ألف جنيه مصري) بينما سعر هيونداي فيرنا Hyundai Verna في مصر لا يقل عن 260 ألف جنيه مصري!
جذب جروب “خليها تصدي” كثيرا من الخبراء والمهتمين بالسيارات، وأصبح من المعتاد أن تقابل أراء فنية على مستوى عالي من التبسيط والتخصص أثناء تجولك في الجروب، فمثلا، داوم أحد المهتمين على تقديم تقييم يومي لإحدى السيارات، والفارق بين مواصفاتها في مصر ونظيرتها في الخليج، من حيث السعر والمواصفات.
ولم تقتصر شكوى المصريين من المغالاة في أسعار السيارات فقط، ولكن تطرق الأمر إلى ما يمكن تسميته غشا متعمدا من الوكلاء! إذ كيف يمكن تفسير استحواذ الوكيل على الملحقات الموردة من الشركة الأصلية، كما الكوريك، واستبدال الجنوط الأصلية بأخرى أقل سعرا وجودة، وصولا إلى استبدال مكونات السيارة بأخرى مجهولة المنشأ، بحسب ما يؤكده أعضاء الجروب.
كرة الجليد التي يزداد حجمها منذ إطلاق جروب “خليها تصدي” أصابت وكلاء لسيارات من الفئات المرتفعة، وكشفت عن ممارسات لا تصح من الوكلاء المصريين، فمثلا، لا زالت الوقفة الاحتجاجية لمالكي مرسيدس بنز أمام معرض الشركة بالقطامية مستمرة منذ 23 فبراير الجاري، للاعتراض على رفض الشركة رد فارق الأسعار في السيارات المباعة، بعد أن وعدت الشركة برد هذا الفارق إذا ما تم تطبيق اتفاقية “زيرو جمارك”!
ويمتلئ جروب “خليها تصدي” بالكثير من الصور لمعارض السيارات التي هجرها الزبائن، وصفوف السيارات التي تمتلئ بها الموانئ، ووصل الأمر لتخزين السيارات في الصحراء و”الخرابات”، بالإضافة إلى الأخبار الرسمية المعلنة عن تخفيض العمالة في المعارض، وتقليل ساعات العمل في مصانع شهيرة لتجميع السيارات!
ولا يوجد تاريخ محدد لانتهاء حملة مقاطعة شراء السيارات في مصر، لكن هناك ثقة كبيرة في أن تؤتي هذه الحملة ثمارها، بعد ظهور بشائر لا تخطئها العين عن اهتزاز عرش وكلاء السيارات في مصر!