أجهزة ذكية

حوار| جيم الخليلي: الذكاء الاصطناعي بدأ في تعليم نفسه.. فهل يجب أن نقلق من المستقبل؟!

يمكن للآلة اليوم أن تفحص المؤشرات المبكرة للغاية للإصابة بالسرطان بصورة أدق وأسرع كثيرا من البشر

جيم الخليلي هو عالم في الفيزياء النظرية، ولد في النجف بالعراق في 20 سبتمبر 1962، وهو إلى جانب كونه أكاديميا، فإنه مؤلف ومذيع أيضا في مجال تبسيط العلوم، ومن بين الوثائقيات التي قدمها وثائقي “بهجة الذكاء الاصطناعي” The Joy of AI، على قناة BBC Four التي تديرها شبكة الإذاعة البريطانية BBC.

في هذا الوثائقي، استعرض الخليلي تطور آلات الذكاء الاصطناعي، واحتمالية تفوقها على المخ البشري، والمخاوف التي تثار من التطور الهائل في تقنيات تعلم الآلة Machine Learning، وفقداننا للسيطرة عليها، وقد كان ذلك محور حديث أجرته مع مجلة “كيف تعمل” How it Works، في عددها رقم 121.

عن تعريف الذكاء الاصطناعي AI، قال الخليلي أنه أي ذكاء غير بشري أو حيواني، أي ذكاء الآلة، ولا يعني الذكاء الاصطناعي المهارة بالضرورة، فقيام الآلة بمحاكاة تصرف بشري، كما في روبوتات المصانع، هو نوع من الذكاء الاصطناعي أيضا.

وأصبحت حياتنا محاطة بالذكاء الاصطناعي، كما يقول الخليلي، فنحن نستخدمه في هواتفنا الذكية، وفي تطبيقات مثل مترجم جوجل Google Translate، وفي المساعد الشخصي الذكي، مثل سيري Siri وألكسا Alexa، حيث تسمع الآلة أوامر البشر، وتترجمها وتنفذها وتستجيب لها.

ويقول الخليلي أن أفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي التي توصلنا لها حتى اليوم هي الآلة التي يمكنها فحص كميات هائلة من البيانات والصور ومقاطع الفيديو، والتقاط الشئ الذي نريد منها التركيز عليه واكتشافه، والتي تتفوق فيه على البشر.

على سبيل المثال، يمكن للآلة اليوم أن تفحص المؤشرات المبكرة للغاية للإصابة بأمراض مثل الأورام السرطانية، بصورة أدق وأسرع كثيرا من البشر.

وكما غيرت الإنترنت حياتنا على مدى العشرون عاما السابقة، فإن الخليلي يتوقع أن يقلب الذكاء الاصطناعي حياتنا رأسا على عقب في مدة أقصر بكثير.

من أوجه التقدم الكبير في الذكاء الاصطناعي، وجود أنظمة وآلات اليوم يمكنها تعليم نفسها بنفس طريقة اكتشاب البشر للمعرفة، وهو أمر مثير كما يراه الخليلي، الذي لا يخشى التطور الفائق للذكاء الاصطناعي بقدر ما يخشى أن تكون المجتمعات غير جاهزة لهذا التطور.

وكما يؤكد الخليلي، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل كثيرا من الظواهر الغامضة التي لا يزال يحتار فيها البشر، مثل طبيعة المادة المظلمة Dark Matter والطاقة المظلمة Dark Energy ونظرية كل شئ Theory of Everything والجسيمات فيما وراء جسيم بوسون هيجز Higgs Boson، فالمخ البشري لا يمكن بمفرده الإحاطة بتعقيدات كثير من هذه القضايا.

إلى جانب ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي AI أن يحل مشكلات مثل الاحترار الكوني أو الاحتباس الحراري ومشكلات نقص الغذاء في العالم ونقص المياه، ويقدم حلا إحصائيا ورياضيا مهما لا يمكن للبشر الوصول إليه بدونه، لعجزهم عن فحص هذا الكم الهائل من المعلومات.

اضغط لتعلق

شارك بردك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

To Top