تعد محركات البحث أحد الضروريات إذ تسهل الحصول على أى معلومة كانت، في وقت قصير وبأقل مجهود، وتشير الإحصائيات الخاصة بالعام الجاري 2017، إلى أن هناك 6,586,013,574 عملية بحث تتم بشكل يومي، يستحوذ محرك البحث Google.com على نصيب الأسد، مقارنة بباقي المحركات الأخرى، ويعد محرك البحث الشهير، الذي تمت برمجته من قبل شركة جوجل الأمريكية، وتم إطلاقه للعمل بتاريخ 15/9/1997 ، الأكثر إنتشارًا حيث يدعم في الوقت الحالي 123 لغة من بينها العربية، وطبقًا لموقع Internet live stats الذي يقوم بتحديث بياناته بشكل يومي، فإن عمليات البحث التي تتم من خلاله تجاوزت 3.5 مليار عملية بحث يومية، وهو ما يعني أن في السنة الواحدة تتم أكثر من 1.2 تريليون عملية بحث، كما أن عدد مستخدميه من جميع أنحاء العالم، إقترب من 2 مليار مستخدم شهريًا حسب موقع ebizmba.
وطبقًا لموقع netmarketshare.com، فإن مقدار استحواذ محرك جوجل للبحث، مقارنة بالمحركات الأخرى خلال العام الحالي، بداية من يناير2017 وحتى شهر إبريل2017 يتم تقسيمه كالتالي:
عمليات البحث من على أجهزة الكمبيوتر
عمليات البحث من الأجهزة المحمولة
وكما تظهر الإحصائيات فإن هناك العديد من محركات البحث الأخرى، التي تسعى للاستحواذ على حصة من سوق عمليات البحث، فعلى الرغم من عدم شهرتها عالميًا بالقدر الكافي، إلا أنها تمثل مصدر تهديد لسيطرته، وخاصة أنها تسعى لتقديم نفس الخدمات، التى يوفرها لجذب عدد كبير من المستخدمين، وتنقسم إلى محركات بحث مباشرة، ومحركات بحث غير مباشرة.
وتعد محركات البحث المباشرة المنافس الرئيسي لمحرك البحث الخاص بجوجل فقط، مثل Bing، Baidu، Yandex وغيرها من المحركات. بينما المحركات غير المباشرة هى الشركات التي تنافس جوجل في مجال الخدمات، والبحث عن المنتجات، مما يمثل تهديد واضح لسيطرتها على السوق، فالشركات التالية Amazon، Apple،Facebook،Alibaba تعتبر منافس قوي، يسبب القلق لجوجل بشدة.
محركات البحث المباشرة
سنركز على أهم محركات البحث المنافسة، التي شهدت ازدهارًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة.
1- Bing
يعد محرك البحث الأبرز هو محرك Bing الخاص بشركة مايكروسوفت، الذي تم إطلاقه للعمل بتاريخ 1/6/2009 وهو يدعم 40 لغة بما فيها العربية، ويعتبر Bing المرحلة الأخيرة حتى الآن في مسيرة تطوير محرك البحث الخاص بمايكروسوفت، والتي بدأت بمحرك MSN Search الذي ظهر عام 1998، ثم Windows Live Search في عام 2006، ليظهر بعده Live Search عام 2007 والذي تم تغيير اسمه وتطويره، ليصبح محرك البحث الشهير، وقد بلغ عدد مستخدميه حوالي 500 مليون مستخدم شهريًا حسب موقع ebizmba.
2- Baidu
يعتبر محرك البحث الصيني الشهير Baidu الذي تم تأسيسه على يد الصينيان روبن لي وإريك تشو، وإطلاقه للعمل بتاريخ 18/1/2000، من أهم المنافسين نظرًا لأن الصين لديها أكبر عدد من السكان في العالم، وبالتالي فإن سوق البحث الصينية تتنافس بقوة، لذا فهو المصنف رقم واحد في الصين، والرابع عالمياً حسب عدد الزيارات طبقًا لموقع التصنيف Alexa، حيث يمكن مستخدميه من البحث في أكثر من 57 تصنيف مختلف، منها الصور، الفيديو، الأخبار، الوثائق وغيرها الكثير.
اتخذ محرك البحث مقولة “بايدو يعرف الصينيين أفضل، أو بايدو أفضل من غيره” كدلالة على تميزه عن منافسيه، الذين يعملون من أماكن بعيدة عن الصين، ويبلغ عدد مستخدميه شهريًا حوالي 480 مليون مستخدم شهريًا حسب موقع ebizmba.
3- Yandex
يعتبر محرك البحث الروسي الشهير Yandex التابع لشركة بنفس الاسم، واحد من أقوى المنافسين لجوجل حيث يستحوذ على حوالي 65% من نسبة البحث على المحركات في روسيا.
تم تأسيس محرك البحث على يد الروسيان Arkady Volozh و Arkady Borkovsky وإطلاقه للعمل بتاريخ 23/9/1997، ويدعم اللغة الإنجليزية بجانب دعمه للخدمات التي يقدمها محرك البحث الخاص بجوجل، ويبلغ عدد مستخدميه شهريًا حوالي 30 مليون مستخدم حسب موقع ebizmba.
يوجد أيضًا العديد من محركات البحث الأخرى مثل محرك بحث Yahoo الذي قامت شركة ياهو بتأسيسه، وإطلاقه بتاريخ 2/3/1995 ثالث أكبر محرك بحث في الولايات المتحدة بعد محركى Bing و Google، بالإضافة إلى محركات بحث أخرى أقل شهرة، مثل محركى البحث AOL و Ask وغيرهم.
محركات البحث غير المباشرة
معظم المستخدمين ينظرون لجوجل على أنها محرك بحث، يستخدمونه لإيجاد ما يبحثون عنه على شبكة الإنترنت، ومع ذلك، فإذا نظرت إلى صفحة حول جوجل About Google، ستجد هذه المقولة الشهيرة “تتمثل مهمة جوجل في تنظيم المعلومات في العالم وجعلها متاحة للجميع ومفيدة”، والتي رآها معظم مستخدمي محرك جوجل للبحث، وهذا يشير إلى أن محركات البحث نفسها لها نظرة أوسع إلى حد ما على ما تفعله، فهى غير مرتبطة بمربع بحث، أو حتى باستخدام أوامر البحث في تطبيق معين، فمن وجهة نظر المستخدمين، تمثل محركات البحث مثل Bing و Yahoo وغيرها من المحركات، المنافس الوحيد لجوجل، بينما الوضع يختلف بالنسبة للخبراء.
1- Amazon
قد لا تكون أمازون أول شركة تفكر فيها كمنافس لشركة جوجل، ولكن هذه ليست الطريقة التي تراها جوجل، ففي برلين عام 2014 قال الرئيس التنفيذي لشركة جوجل Eric Schmidt آنذاك “كثير من الناس يعتقدون أن منافسينا الرئيسيين هم Bing أو Yahoo، ولكن في الواقع أكبر منافسينا للبحث هو Amazon “. حيث أن المجال الرئيسي للمنافسة هو البحث عن المنتجات.
وجدت شركة الأبحاث التسويقية الأمريكية Forrester Research أن ثلثي مستخدمي الإنترنت بالولايات المتحدة، بدأوا عمليات البحث عن منتجاتهم في أمازون، مقارنة مع 13٪ ممن بدأوا بحثهم من موقع بحث تقليدي، أيضًا وجدت شركة ComScore للأبحاث التسويقية أن عمليات البحث عن المنتجات على الأمازون نمت بنسبة 73 %خلال عام 2015، في حين كانت عمليات البحث التسوق على جوجل منخفضة جدًا.
وفي بعض الأسواق المحددة، بلغت حصة Amazon أعلى من ذلك، فوفقًا للتقرير الخاص بموقع The Week، فإن في أكتوبر 2015 استحوذت Amazon على أكثر من 40 % من مبيعات الكتب، وأكثر من 60 % من المبيعات عبر الإنترنت.
2- Apple
يستحوذ نظام الأندرويد الخاص بشركة جوجل، على نصيب الأسد مقارنة بباقي أنظمة تشغيل الهواتف الذكية، بما فيها نظام iOS الخاص بشركة آبل، لكن فبالرغم من هذا لا يمكن تجاهل الضغط الذي تضعه شركة آبل على جوجل، عبر دفعها المستمر نحو الابتكار.
المشكلة تكمن في أن شركة آبل دعمت نظام iOS الخاص بالهواتف الذكية، ببرامج منع الإعلانات بهدف تحسين تجربة المستخدم، وخاصة على الآيفون والآيباد، لأنها تمنع المحتوى من التحميل. وهذا بالطبع يمنع إعلانات شركة جوجل الخاصة بالناشرين Google’s DoubleClick for Publishers وخدمة تبادل الإعلانات على الويب Google’s DoubleClick Ad Exchange، وهى أكبر خدمة تبادل للإعلانات على الويب، مما يمثل إعتداء على مصدر أرباح شركة جوجل.
وكنتيجة لسياسة منع الإعلانات قامت كلًا من آبل وفيسبوك بإنشاء منصات للنشر مثل (Apple News Articles and Facebook Instant Articles) بحيث يمكن نشر المحتوى على المنصات الخاصة بهم، وبالتالي لن يتم حجب الإعلانات، وكنتيجة لهذا سيبدأ صناع المحتوى بالتركيز على هذه المنصات، بدلًا من الاعتماد على شبكة الإنترنت التقليدية كوسيلة للدخل.
3- Facebook
تُعتبر فيسبوك المنافس غير المباشر الأكثر شهرة عالميًا، فمن وجهة نظر حصة سوق إعلانات الهواتف المحمولة، تستحوذ فيسبوك وجوجل معًا على أكثر من 50 % من السوق بشكل عام، وبالإضافة للإعلانات فإن جوجل تسعى للحفاظ على مكانتها كمصدر للأخبار، على الرغم من اتجاه الكثير من المستخدمين للحصول على أخبارهم من فيسبوك، بسبب وجود خصائص تسهل من تتبع الأخبار الهامة، التي تشغل أكبر قدر من المستخدمين، إلى جانب خاصية الهاشتاج Hashtag التي تعمل على تجميع كل ما يخص خبر أو قضية معينة.
كذلك فمن الناحية الفنية يعتبر فيسبوك محرك بحث قائم بذاته، ويختلف عن آلية عمل محرك البحث الخاص بجوجل، فمع اتجاه فيسبوك للتركيز على الفيديو، أصبحت في منافسة مع Youtube الذي تملكه جوجل، لأن المزيد من مرات مشاهدة الفيديو يعني المزيد من الربح لموقع الويب المضيف. ويعد تفعيل فيسبوك لخاصية تشغيل مقاطع الفيديو بشكل تلقائي، سببًا كافيًا لإثارة قلق جوجل.
4- Alibaba
تمثل شركة على بابا التي أسسها رجل الأعمال الصيني Jack Ma بتاريخ 4/4/1999، مصدر قلق لشركة جوجل حيث أن على بابا طورت نظام التشغيل Aliyun OS للهواتف الذكية، لمنافسة نظام أندرويد الخاص بجوجل، وخاصة أن الأخيرة اتهمتها بتقليد نظام تشغيلها، ولكن بالرغم من هذا يعتبر نظام تشغيل على بابا منافس قوي لأندرويد، وهو ما يشير إلى أنه سوف تحدث حرب حقيقية بين الشركتين في المستقبل، للسيطرة على أسواق الهواتف الذكية الآسيوية.