بعد إصرار مارك زوكربيرج، مؤسس فيسبوك، على أن الأخبار الكاذبة تمثل 1% من الأخبار التي تُنشر عبر منصة فيسبوك، أشارت تقارير متعددة هذا الأسبوع إلى أنه ربما كان هذا صحيحـًا، لكن نوعية تلك الأخبار تنتشر كالنار في الهشيم، وعلى فيسبوك حل تلك المشكلة، خصوصًا بعد توجيه اتهامات للشبكة الاجتماعية بدعم دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، من خلال الترويج لأخبار كاذبة.
وقال زوكربيرج إن فكرة أن الأخبار الزائفة أو المضللة على فيسبوك ساهمت في ترجيح كفة الفائز في الانتخابات الأمريكية، دونالد ترامب، هي “فكرة مجنونة”. ومن أشهر الأخبار الكاذبة التي انتشرت خلال فترة الحملات الانتخابية الأمريكية، تقارير زعمت أن البابا فرنسيس أعلن دعمه لدونالد ترامب، وأن ضابطًا كان يحقق مع المرشحة هيلاري كلينتون عثر عليه ميتًا.
وكانت منصة فيسبوك اتخذت إجراءات لمنع مواقع الأخبار الوهمية من استخدام خدماتها الإعلانية، في خطوة نحو القضاء على مثل تلك المواقع. كما أن زوكربيرج قد طرح فكرة تطوير ذكاء اصطناعي يمكنه الكشف عن الأخبار والقصص الوهمية، لتسهيل إبلاغ المستخدمين عن مثل تلك الأخبار.
لدى فيسبوك حساسية تجاه تعريفها كمنظومة إعلامية، فهي تتمسك بكونها شركة متخصصة في التقنية، لكنها بالفعل منظومة إعلامية، فأغلب مستخدمي الشبكة الاجتماعية يتعاملون معها على أنها مصدر للأخبار.
وصرح زوكربيرج أنه يفضل أن يترك القرارات المعقدة عن دقة محتوى فيسبوك للمستخدمين: “لا نريد أن نكون حكامـًا على الحقيقة بانفسنا، ولكننا نعتمد على مجتمعنا ونثق به. لقد اعتمدنا على مجتمعنا في مساعدتنا على التفرقة بين الخبر الوهمي والحقيقي، فأي مستخدم يمكنه الإبلاغ عن أي رابط زائف”.
ورغم ذلك فإنه يعترف بأن الشركة عليها بذل المزيد من الجهد في هذا الإطار:
– تغيير الخوارزميات لتحسين القدرة على تصنيف المعلومات.
– تحسين واجهة المستخدم. فعندما يظهر خبر على الصفحة الرئيسية للمستخدم، هناك خيارات تشجع على الإعجاب، المشاركة، والتعليق ولكن لا شيء يشجع على قراءة نص الخبر بالفعل. قد يكون حلاً وسطـًا أن يتم وضع علامة على الخبر الذي تم الإبلاغ عنه أنه وهمي من قِبل المستخدمين، لتظهر كلما تمت مشاركة الخبر عبر فيسبوك.
– التدقيق في حقيقة محتوى المقالات الفورية “Instant Articles” وأداة إنشاء المقالات للأجهزة المحمولة “AMP”، فتلك المنصات المفتوحة هدفـ سهل لأصحاب مواقع الأخبار الوهمية، ولكن سيطرة الشركات على هذه المساحات يعطيها الفرصة للكشف عن الأخبار الوهمية في وقت مبكر.
– تعيين محرر عام، إذ اعترف زوكربيرج بأن فيسبوك ربما يتعلم من الصحفيين، وقال أن الجميع يُخطيء سواء كان صحفي بشري أو خوارزمية آلية، ولكن كمخرج من هذا المأزق، سيتم تعيين محرر عام مسؤول عن التفاعل مع البلاغات عن المحتوى الوهمي.
