منوعات

“الحربي والعربي ومدينة بدر”.. الكليات التكنولوجية قد تكون الأمل الأخير لتطوير التعليم في مصر

10 مدارس تكنولوجية في 2020.. والبداية بـ”الحربي والعربي ومدينة بدر”

4 مجمعات للتعليم التكنولوجي المتكامل.. الدراسة من 5 إلى 7 سنوات، ومرتب الخريج يبدأ من 6 آلاف جنيها، ومنح للسفر إلى إيطاليا.

10 مدارس تكنولوجية في 2020.. والبداية بـ”الحربي والعربي ومدينة بدر”.

“ابني الثاني أول ما اتخرج طلع من المتفوقين وسفروه إيطاليا يكمل دراسته هناك، وبيشتغل دلوقت في مصنع بره وهو بيدرس.”

منذ شهور، أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي القرار رقم 1647 لسنة 2019، والخاص بإنشاء كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة بجامعة القاهرة الجديدة التكنولوجية، وكلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة بجامعة الدلتا التكنولوجية، والكلية المصرية الكورية لتكنولوجيا الصناعة والطاقة بجامعة بنى سويف التكنولوجية.

بعدها؛ بدأت الوزارة في الحديث عن هذه الكليات عبر مناصتها ومواقعها الرسمية وركزت على أهميتها ومستقبلها، كما شجعت كافة الطلاب علي الالتحاق بها، وخوض اختبارات القبول.

ورغم أن التكنولوجيا في مصر مبشرة بمستقبل رائع، إلا أن الخوف والقلق لا يزال يطرق أبواب مستقبل طلاب هذه الكليات، فلا أحد يعرف هل سيتوفر لهم وظائف؟ وإذا توفرت.. هل ستستمر الكليات أم ستتحول إلى كليات –أخرى- للحاسبات والمعلومات خلال عام أو عامين، مثلما يحدث في أغلب المشروعات التعليمية؟!.

كل هذه التساؤلات، حاول موقع “مشبك” الإجابة عنها، من خلال الحديث مع طلاب التحقوا بمدارس تكنولوجية، تحدثوا معنا هم وذويهم عن بداية هذا المشروع، كما التقينا رؤساء الجامعات وبعض المطورين، من أجل معرفة المستقبل الذي ينتظر خريجي الكليات التكنولوجية.

البداية من هنا.. شهادات أهالي وخريجي المدارس التكنولوجيا

بعد حصول ابنتها على الشهادة الإعدادية، اتجهت سعاد السويسي إلى مجمع التعليم التكنولوجي المتكامل في محافظة الفيوم، والتابع لصندوق تطوير التعليم برئاسة مجلس الوزراء، وهناك علمت أن في مصر 4 مجمعات بمختلف المحافظات، وهم مجمع الفيوم ومجمع أسيوط ومجمع أبو غالب ومجمع الأميرية، وأنه لا يوجد شروط للتقديم غير أن يجتاز الطالب امتحان الكورس المقدم من المجمع باللغة الإيطالية، لأن الدراسة بالإيطالي. تقول: “عرفت أن الرسوم 500 جنيه، منهم 200 جنيه ثمن كورس مبادئ الإيطالي، بياخده الطالب لو نجح فيه بيدخل المدرسة.”

بعد سماع كافة التفاصيل عن المجمع، قدمت السويسي لابنتها على كورس مبادئ الإيطالي، وكانت سعيدة للغاية، لأنها ستتخلص من كابوس الثانوية العامة بفرصة تعليم ابنتها الصغيرة في المجمع، خاصة أن مجمعات التعليم التكنولوجي كانت للذكور فقط خلال السنوات الماضية، لكن تم تطويرها وأصبحت للطلاب الذكور والإناث منذ عامين، تقول: “عندي ابن خريج تجارة وقاعد في البيت، والثانية تربية وشغالة بعقد أجر بتاخد 600 جنيه، فسمعت عن المجمعات، قولت أدخل بنتي وأضمن ليها مستقبل وفرصة شغل.”

علمت السيدة من موظفي المجمع في محافظة الفيوم، أن الدراسة تعتمد في مجمعات التعليم التكنولوجي المتكامل على التكنولوجيا الخاصة بقطاعي الميكانيكا والكهرباء، وهناك قطاعات جديدة تم إضافتها في بعض المجمعات، منها الميكانيكا الطبية والطاقة، وتصل الدراسة فيها إلى 7 سنوات، يحصل الطالب بعد الثلاث سنوات الأولى على درجة الدبلوم، وبعد 5 سنوات يحصل على درجة بكالوريوس التكنولوجيا المتوسطة، والآن وبعد افتتاح عدد من كليات التكنولوجيا، أصبح أمام خريجي مجمعات التعليم التكنولوجي فرصة الحصول على درجة البكالوريوس بدلا من المعهد، حيث افتتحت وزارة التعليم العالي 3 كليات تكنولوجيا في عدد من المحافظات، من بينها القاهرة الجديدة ومحافظة بني سويف.

السويسي ليست ربة الأسرة الوحيدة التي فكرت في البحث عن مدرسة وفرصة لأبنائها بعيدا عن الثانوية العامة، فهناك الكثير من الأسر في كل محافظة يفكرون بهذه الطريقة، منهم الحاج عبد المقصود، الذي علم أبنائه في المجمعات التكنولوجيا، يقول: “ابني الكبير طلع منها ومعاه شهادة وشغلانة وبيقف في المصنع أحسن من المهندسين، عشان كان المجمع بيخليه يتدرب شهر كل سنة مدني، يعني ينزل المصنع وسط العمال، وابني الثاني أول ما اتخرج طلع من المتفوقين وسفروه إيطاليا يكمل دراسته هناك وبيشتغل دلوقت في مصنع بره وهو بيدرس.”

مجالات كثيرة تفتح أبوابها لخريجي مجمعات التعليم التكنولوجي، منها قطاعات الصناعة والطاقة والصحة، والمرتبات تبدأ من 3 آلاف ونصف إلى 6 آلاف جنيها. يقول محمود عبد السيد، موظف في المصانع التي تقوم بتدريب طلاب المجمعات التكنولوجية، أن من شروط التعليم في مجمعات التعليم التكنولوجي أنه يتم تدريب الطلاب عدد ساعات معينة، بمعدل شهر في السنة، مما يعطي لهم فرصة كبيرة في التدريب والعمل بإجازة الصيف.. وهذا مفتاح لهم للتعارف وإثبات قدرتهم على العمل”، وأضاف: “الناس بتعرفهم وبتطلبهم بالاسم بعد كده، لأنهم تقنيا أفضل من المهندسين وقادرين يتعلموا مع العمال وعارفين كل حاجة.”

الخطوة الثانية كانت هذه.. 10 مدارس تكنولوجية في 2020

بعد نجاح مجمعات التعليم التكنولوجي في مصر، منذ إنشائها قبل 8 سنوات، أخذت وزارة التعليم الفني خطوة مهمة نحو تطوير التعليم الفني في مصر، بإعلانها إنشاء 10 مدارس تكنولوجيا تطبيقية لرفع كفاءة وجودة العملية التعليمية بالمدارس الفنية، بنفس النظام التي تسير عليه المجمعات التكنولوجية، فيتم إنشاء المدارس التكنولوجية بالتعاون مع ثلاث جهات، هي وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص وشريك أجنبي، والهدف هو ربط المنظومة التعليمية مع الصناعة.

ويحق للطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية فقط الالتحاق بالمدارس التكنولوجية، وتم إنشاء بعضا منها، وتستقبل هذه الفترة الطلاب الوافدين إليها (مدرسة الإنتاج الحربي للتكنولوجيا التطبيقية، مدرسة العربي، ومدرسة مدينة بدر)، وبعد دراسة 3 سنوات يحصلون على الدبلوم (الشهادة المصرية)، وأخرى أجنبية من الجهة المشرفة على المدرسة، ويمكن للطلاب استكمال تعليمهم في الكليات التكنولوجية التي أنشأتها الدولة مؤخرا.

ووضعت مؤسسات التعليم الفني بعض الشروط للالتحاق بالمدارس التكنولوجية، منها ألا يقل المجموع عن 220 درجة، و ألا يزيد السن عن 18 عام فى أول أكتوبر 2019، وأن يجتاز الطالب اختبارات فى اللغة الإنجليزية واللغة العربية والرياضيات والمقابلة الشخصية.

يقول دكتور محمد مجاهد، نائب وزير التعليم لشؤون التعليم الفني عن المدارس التكنولوجيا التطبيقية، أنها الاتجاه نحو المستقبل والتأكيد أن التعليم الفني المصري قادر على التطوير واختراق كافة القطاعات، وأن بها تخصصات لا غنى عنها في أي مصنع، كما أمام طلابها فرصة الحصول على وظيفة عقب استكمال الدراسة والتخرج.

وعن التخصصات المتوفرة في المدارس التكنولوجيا، يقول مجاهد أنه تم التوسع في التخصصات الفنية المطبقة بمدارس التكنولوجيا التطبيقية، وتضم تخصص التركيبات الكهربائية، الشبكات الصحية، نجارة العمارة، الصيانة الميكانيكية، اللحام وتشكيل المعادن، البتروكيماويات، إدارة وتشغيل المطاعم، والحاسبات وتكنولوجيا المعلومات، والبريد وتكييف الهواء، التصنيع الميكانيكي، التشطيبات المعمارية.

الخطوة الأخيرة هي المستقبل

“مشبك” التقى بعدد من رؤساء الجامعات والمديرين والمبرمجين في مجال التكنولوجيا، للحصول على إجابة لسؤال محوري.. “هل كليات التكنولوجيا مطلوبة في سوق العمل؟”، وكانت إجابة الدكتور ماجد نجم، رئيس جامعة حلوان، أن كليات التكنولوجيا هي كليات تحاكي سوق العمل والمهارات في الوقت الحالي، وقد تكون منافس قوي لكليات الهندسة في الدرجة العلمية والوظيفية، بسبب حاجة العمل لها في المستقبل، خاصة أن الحكومة المصرية تطور وتنشئ مشاريع جديدة أساسها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وعن المجالات التي من الممكن أن يلتحق بها خريجي كليات التكنولوجيا الموجودة الآن، قال منصور حسن رئيس جامعة بني سويف، أن خريجي كليات التكنولوجيا يعادلون كليات الحاسبات والمعلومات والهندسة في العمل، بجانب أنهم يتميزون بالتخصص، حيث خريجي الكلية سيكونوا متخصصين في عدة مجالات، من بينها التكنولوجيا الطبية، وتكنولوجيا الصناعة، وتكنولوجيا الطاقة، ونظرا للتطور الصناعي الذي يحدث في مصر والعالم، فمجالات خريجي التكنولوجيا تزداد أكثر وأكثر عن قبل.

وقال منصور: “منذ سنوات كان المتفوق في مجال التكنولوجيا يسافر للعمل في الخارج لعدم وجود فرصة داخل مصر، لكن الوضع الآن مختلف، لأن الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة تسعى إلى ميكنة مؤسسات الدولة، ونشر الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة في مصر.”

وعن التخصصات التي يجب أن يركز عليها طلاب التكنولوجيا، لإيجاد فرصة عمل داخل مصر بسهولة عقب التخرج، يقول محمد سعيد، مدير شركة برمجيات، أن الابتكارات الجديدة فى الثورة الصناعية الرابعة جعلت خريجي التكنولوجيا لديهم فرصة كبيرة في العمل في عدة تخصصات ، منها مجال الصحة، حيث يستطيعون العمل فيه بالتخصص في الـ” بايو ميديكال” والصناعة (ميكا ترونك) والميديا (الديجتال) والطاقة (الذكاء الاصطناعي)، ناصحا الطلاب بـ: “ركزوا في المجالات المختلفة هي المستقبل.”

اضغط لتعلق

شارك بردك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

To Top