شبكات اجتماعية

أخيرًا.. فيسبوك تظهر على أرض الواقع في مصر

يبلغ متوسط عدد الساعات التى يقضيها المصريون على الإنترنت 8 ساعات يوميًا، وهي واحدة من أعلى النسب العالمية، وفقًا لمؤسسة “StateCounter” المتخصصة في أبحاث السوق الرقمية، ودائمًا ما يأتي السوق المصري في مرتبة متقدمة من حيث التفاعل والنشاط ونشر المحتوى على الشبكات الاجتماعية، والقاهرة من ضمن أكبر 10 عواصم عالمية ينشط فيها جمهور فيسبوك تحديدًا.

ورغم أن الشعب المصري يقضي على هذه الشبكة الأضخم في العالم وقت أكثر مما يقضيه في الدراسة أو في المواصلات أو حتى في العمل، والتى تشير بعض الإحصاءات غير الموثقة إلى أن متوسط الوقت الذي يعمل فيه المصريين 3 ساعات، ومع كل هذا لم تظهر فيسبوك أبدًا في مصر رسميًا من خلال حدث تنظمه، ولكنها فعلت أخيرًا قبل أيام قليلة.

وكما يقول المثل الانجليزي “Better late than never”، وما يقابله المصري “خلينا ولاد النهارده” جاءت فيسبوك أخيرًا، ونظمت مؤتمرًا للشركات المتوسطة والصغيرة، تحت شعار عزز أعمالك “Boost Your Business”، في أحد فنادق وسط القاهرة، بمشاركة 400 من أصحاب الشركات الصغيرة.

كان الهدف من المؤتمر نقل التجارب والخبرات وقصص النجاح عن استخدام منصات فيسبوك المختلفة “فيسبوك، ماسنجر، إنستجرام”، ولم يتضمن المؤتمر الحديث عن خدمات منصة الرسائل الفورية “واتس اب” التى تمكلها أيضًا فيسبوك، وهي بذلك تسيطر على 4 من أكبر خمس شبكات اجتماعية في العالم، وفقًا  لتقرير “statista”.

هذا هو المؤتمر الأول من نوعه في مصر وأيضًا في المنطقة العربية، حسب ما قالته، نشوى حسين علي، رئيس السياسات العامة لمنطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا، وأضافت: “يرجع اختيار مصر؛ الي كونها من أكبر دول المنطقة الواعدة بشبابها في استخدام المنصات الخاصة بفيسبوك، ونرى فيهم طموح كبير لبدء أعمالهم الخاصة بشكل مستقل”.

وفقًا لتقرير “Similarweb” المتخصصصة في أبحاث الإنترنت، فنسبة انتشار الشبكات الاجتماعية في مصر تتجاوز 40% من الشعب المصري، ونصف الشعب المصري يدخل على الإنترنت مرة شهريًا على الأقل، أي أن 5 من كل عشرة مصريين يدخلون على الإنترنت، ومن هؤلاء الخمسة هناك 4 يدخلون على الشبكات الاجتماعية، ومن هؤلاء الـ 4، هناك 3.7، أي 37 مليون مصري لديهم حسابات على فيسبوك وحدها.

وتقول نشوى حسين إن هناك 32 مصريًا ينشط على فيسبوك شهريًا من الموبايل، كما أن 71% من جمهور فيسبوك في مصر، مرتبط بشركة صغيرة أو متوسطة واحدة على الأقل، سواء من ناحية العمل أو المعاملات.

وتشير الي أن خلال العاميين الماضيين، شهد السوق المصري نموًا كبيرًا في عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة الجديدة، وظهرت العديد من الأعمال التجارية على الإنترنت، مثل البيع بالتجزئة والخدمات المالية والمهنية وغيرها الكثير، وأصبحت حلول الدفع الإلكتروني أسهل وأكثر أمانًا من أي وقت مضى.

وعما ينقص السوق المصري من خطوات، لتحريك الاقتصاد الرقمي، تعتقد رئيس السياسات العامة لمنطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا، أن قانون التجارة الإلكترونية المصري المرتقب إصداره  سيخلق مزيدًا من الفرص لنمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتقول: “نأمل أن يساهم في جلب مزيد من فرص الاستثمار والشراكة الي مصر”. وتضيف: “لدينا ثقة في نمو السوق المصري، وهذا ما شجعنا للتواجد بهذا الحدث، وأيضًا للمشاركة في البعثة التجارية الامريكية الأخيرة للقاهرة”.

وتتضمن أدوات فيسبوك المتنوعة التي استعرضتها خلال المؤتمر لدعم نمو الأعمال وتعزز المهارات الرقمية، أداة جديدة للبحث عن الوظائف “Facebook Jobs”، والتي تتيح للشركات الإعلان عن المناصب الشاغرة لديها بينما تساعد الباحثين عن الوظيفة في العثور على فرص جديدة بسهولة أكبر كما تتيح لهم التقديم مباشرةً على فيسبوك، ولا يُعرف بعد ما إذا كانت مشابهة لخدمة “لينكد إن” للتقديم للوظائف، دون الحاجة لتحميل السيرة الذاتية.

وتتضمن أيضًا أدوات فيسبوك حلولًا مثل الصفحات الخاصة بالشركات”Pages”، وبرامج تدريبية مثل “Community Boost”، وأدوات تعلم مجانية مثل “Blueprint”،بالإضافة إلى برامج تدريبية جديدة للمهارات الرقمية مثل “Boost Your Business”.

ورغم أنه كان متوقعًا أن يشارك دكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في المؤتمر ويلقي كلمته، لكن يبدو أن ارتباط طارئ في مجلس النواب حال دون ذلك، وأناب عنه دكتور حسام عثمان مستشار الوزير، ومدير مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال”TIEC “.

وأكد طلعت على أهمية دور الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة في دفع عجلة النمو واقتصاد الدول، واستعرض الخدمات التى يقدمها مركز “تيك”، ويبدو أن أغلب الحضور لم يتعرف على المركز من قبل، فكانت فرصة جيدة لكي يتعرف رواد الأعمال في مصر، على مركز حكومي يقدم الكثير من الدعم والمساندة المجانية لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة خاصة في مجال التكنولوجيا.

“اليوم، يمثل بداية رحلة جديدة مشوقة لفيسبوك في مصر؛ نخطط لزيادة اسثماراتنا هنا” بهذه الكلمات اختتمت فيسبوك يومها، وسط حضور كبير من الشركات المصرية وأيضًا من موظفيها في دبي وأيضًا من لندن وايرلندا، فهل سنرى فيسبوك مجددًا على أرض مصر، أم ستعود لنشاطها “فيرتشوال” في حياتنا، هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.

اضغط لتعلق

شارك بردك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

To Top