بعد مشكلة شركة أبل مع السلطات الأمريكية بسبب رفضها لفك تشفير هاتف آيفون، يحين الدور على تطبيق تليجرام ولكن مع السلطات الروسية تلك المرة، فبسبب رفض تليجرام طلبًا للسلطات الروسية بتوفير ثغرة تُمكن إدارة الأمن الفيدرالي الروسي من قراءة رسائل المستخدمين، فرضت محكمة روسية على التطبيق دفع غرامة قدرها 800 ألف روبل (14 ألف دولار).
وصرح الروسي بافل دوروف، مطور التطبيق، أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي “FSB”، طالبه بتوفير ثغرة في تشفير التطبيق تمكنهم من قراءة رسائل المستخدمين، وهو الأمر المستحيل تقنيًا ويمثل انتهاكًا للدستور الروسي الذي يضمن سرية مراسلات المواطنين، وفقًا لما ذكره دوروف عبر حسابه الشخصي على منصة “VK” الروسية للتواصل الاجتماعي، ما دفع الأمن الفيدرالي الروسي للإقامة دعوى قضائية ضد التطبيق ومطوره، وقضت المحكمة بتغريمه، ليدعو دوروف المحامين المهتمين بالطعن على حكم المحكمة في تلك القضية بالتواصل معه.
وتُعد تلك الغرامة أحدث خطوات الصراع بين تطبيق تليجرام والسلطات الروسية، التي ترغب في المزيد من المراقبة على استخدام الإنترنت. وسبق الغرامة تهديد السُلطات الروسية بحظر التطبيق داخل روسيا، لعدم تقديمه وثائق التسجيل والتي قدمها تليجرام لاحقًا، إلا أنه لم يوافق على طلب تسجيل البيانات المحفوظة لديه، والتي تطلبها الـ”FSB” لتزويدها بمعلومات عن تفاعلات المستخدمين عبر التطبيق.
وسيتحتم على تليجرام تسجيل بيانات المستخدمين الروس كافة داخل البلاد مع بداية 2018، وفقًا لقانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل الذي أصدرته السلطات الروسية في العام الماضي، والذي استنكرته المعارضة وشركات الإنترنت.
ويُتاح لتطبيق تليجرام 10 أيام للطعن على قرار المحكمة، وفي حالة رفض الطعن من المتوقع أن تُمنح الشركة فترة سماح لتسليم مفاتيح تشفير التطبيق، وإلا سيُحظر داخل روسيا.
ويتيح تطبيق تليجرام المجاني للمستخدمين تبادل الرسائل والصور والفيديوهات بشكل فردي أو في مجموعات، مع توفيره لخاصية التشفير الكامل والتدمير الذاتي للرسائل لدى طرفي الاتصال، مما جذب إليه ما يُقارب 100 مليون مستخدم منذ إطلاقه في عام 2013.
