مع اقتراب عام 2016 على النهاية وبزوغ فجر 2017، لا يزال السؤال يتردد بقوة: ما الجديد الذي تحمله لنا التكنولوجيا في العام الجديد؟ وما التقنيات المتوقع لها أن تتصدر المشهد؟
نحاول الإجابة على تساؤلاتك في هذا التقرير، الذي يقدم 5 تقنيات تكنولوجية يتوقع أن تسيطر على السوق التقني في 2017.
الواقع المعزز والواقع الافتراضي
لقد شهدنا بالفعل، خلال عام 2016، بعض الخطوات الكبرى التي قطعتها إلى الأمام تقنيات الواقع المعزز AR وتكنولوجيا الواقع الافتراضي VR، فقد صدر بالفعل جهاز الواقع الافتراضي “أوكولوس ريفت” Oculus Rift وسط ترحيب كبير من محبي تطبيقات وألعاب الواقع الافتراضي، التي يقدر عددها اليوم بآلاف التطبيقات والألعاب، كما طرحت عدة شركات نظارتها للواقع الافتراضي.
في نفس العام، رأينا ما أحدثته لعبة “بوكيمون جو” Pokémon Go من شهرة عالمية، وهي أحد ألعاب الواقع المعزز AR، والتي وصل عدد مرات تحميلها إلى أكثر من 100 مليون، كما قدمت عدة شركات تطبيقات تعمل بتقنية الواقع المعزز، ما يبشر بتعطش السوق لألعاب وتطبيقات الواقع المعزز والافتراضي.
ولذلك يعتقد الكثيرون أن عام 2017 سيشهد تطورًا كبيرًا في تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، خاصة مع وجود الكثير من الأخبار حول وجود أجهزة وتطبيقات تحت الاختبار استعدادًا للانطلاق.
ويعبر مصطلح الواقع المعزز “Augmented Reality” عن تقنية معلوماتية حديثة تستطيع تحويل الصور الحقيقية إلى أخرى افتراضية على شاشات الأجهزة الإلكترونية، إذ أنها في الأساس تعتمد على الواقع ثم تضيف إليه بعض التأثيرات، لذا تختلف عن تقنية الواقع الافتراضي “Virtual Reality”، التي تخلق عالمًا قد لا يكون موجودًا في الواقع من الأساس.
إنترنت الأشياء
من بين التوقعات أيضًا أن يصبح العام الجديد هو البداية الحقيقية لإنترنت الأشياء Internet of Things، وهو ما يقصد به الجيل الجديد من الإنترنت الذي يربط جميع أجهزتنا التكنولوجية معًا، فنستطيع التحكم في كل أجهزتنا من أي مكان أو جهاز في العالم، عبر الإنترنت.
وتشير التوقعات إلى أن سوق الأنظمة الذكية سيشهد نموًا كبيرًا وسريعًا في عام 2017، في ظل اهتمام الشركات الكبير بإنترنت الأشياء.
البيانات الضخمة ستزداد ضخامة
يشير مصطلح البيانات الضخمة “بيج داتا” Big Data إلى مجموعة البيانات شديدة الضخامة التي يتخطى حجمها قدرة البرامج المعتادة على معالجتها أو إدارتها، ومع ذلك يتوقع أن يشهد عام 2017 تطورًا كبيرًا في سرعة وكفاءة تحليل ومعالجة “البيانات الضخمة”.
فعلى سبيل المثال، أعلن معهد ماساتشوستس للتقنية MIT عن شراكته مع مؤسسة فورد موتورز في مشروع لمعالجة بيانات مواقع الهواتف المحمولة لمواطني بوسطن، من أجل ابتكار نظام لتنظيم حركة المرور والنقل، وهو نظام يحتاج في الظروف العادية إلى سنوات.
في نفس الوقت، فإن هناك تفاؤلًا بشأن حدوث تغيرات هائلة في مجال “البيانات الضخمة”، خلال عام 2017، بعد انضمام ستيف وزنياك، المؤسس المشارك في شركة أبل، إلى شركة “برايماري داتا” كرئيس لعلمائها، وهي شركة تعمل في مجال تخزين “البيانات الضخمة”.
الذكاء الاصطناعي
في السنوات القليلة الماضية، حققت تقنيات الذكاء الاصطناعي و”تعلم الآلة” Machine Learning تطورًا ملحوظًا، ومع ذلك لم يسفر الأمر سوى عن عدد محدود من التطبيقات الفعلية لها.
يتوقع المهتمون بالتكنولوجيا أن يشهد عام 2017 تطورًا كبيرًا في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، خاصة فرع التعلم الآلي، وأن يتم إصدار خوارزميات أكثر تطورًا ترفع من قدرة أجهزة الكمبيوتر على التعلم.
سياحة الفضاء
من توقعات العام الجديد حدوث تغيرات مؤثرة في قطاع استكشاف وسياحة الفضاء، فمن المتوقع أن تنخفض تكاليف الرحلات الفضائية بشكل كبير، وأن تتناقص تكلفة الرحلات الفضائية من عدة مليارات إلى عدة ملايين.
وكانت هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية قد وافقت بالفعل على قيام شركة “موون إكسبريس” بإطلاق مهمات استكشافية غير مأهولة للقمر في عام 2017، وتخطط الشركة للمضي قدمًا من أجل إرسال بعثات تجارية إلى القمر لاستغلال موارده المعدنية.
من المتوقع أيضًا أن تخطو البشرية خطوة كبيرة في مجال استخدام الأقمار الصناعية، التي سيتناقص حجمها وستتضاعف فائدتها، فعلى سبيل المثال، أطلقت شركة “بلانيت لابس إنك” أسطولًا من الأقمار الصناعية الصغيرة، التي لا يتعدى حجم كل منها صندوق صغير، لكنها تستطيع إرسال صور يومية عالية الدقة للأرض تتضمن معلومات مهمة للشركات الاقتصادية العاملة في مجال الملاحة والتنقيب.
