هواتف

يصمد أم ينفجر.. ماذا يحدث لهاتفك الذكي في الفضاء؟

هل هناك بيئة أخرى تستطيع الهواتف الذكية تقبلها كالفضاء؟

مع التقدم التكنولوجي الكبير، أصبحت الهواتف الذكية تحمل تقنيات عديدة تجعلها تتعايش في أجواء مختلفة، فقبل سنوات لم نكن نتخيل أن نرى هاتفًا يقاوم الماء يمكن أن نصطحبه معنا في رحلات الغطس لالتقاط الصور المثيرة، لكن هل هناك بيئة أخرى تستطيع الهواتف الذكية تقبلها كالفضاء؟

يؤكد الخبراء أن الهواتف الذكية لا تستطيع إجراء أو استقبال المكالمات في الفضاء لأنها تعتمد على إشارات الهوائيات الأرضية، لذا لا يمكن الاعتماد عليها كوسيلة للاتصال، وهنا لابد من طرح سؤال آخر، هل يمكن أن يعمل الهاتف دون خصائص الاتصال؟

الهواتف والأقمار الصناعية

بالفعل أوصلت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، عام 2013، هاتف من نوع Nexus One، الذي أنتجته شركة جوجل بالتعاون مع HTC، بلوحة أحد الأقمار الصناعية، قبل إطلاق آخر مزود بهاتف Nexus S، الذي طورته عملاقة البحث مع سامسونج، وتم تشغيل بعض تطبيقات الهاتفين لجمع البيانات، كما تم التقاط بعض الصور، من خلال كاميرتيهما، وذلك في إطار مشروع يسمى “فونسات”، وهو برنامج فضائي أحد قطاعاته تطوير أقمار صناعية صغيرة “Nanosatellites” اعتمادًا على الهواتف الذكية واللوحة الإلكترونية مفتوحة المصدر “Arduino”، وإطلاق هذه الأقمار في المدار الأرضي المنخفض.

img_3212

وتتعاون جوجل مع “ناسا” لإطلاق مجموعة من الروبوتات المزودة بهواتف “Tango” لمحطة الفضاء الدولية، وأشارت جوجل إلى أن الروبوتات ستكون قادرة على تقديم الدعم الكامل لرواد الفضاء، إذ تضم هواتف “Tango” مستشعرات تستطيع تكوين خريطة ثلاثية الأبعاد للبيئة المحيطة، بينما أكدت “ناسا” أن هذه هواتف قادرة على التعايش في مكان منعدم الجاذبية، وهي نفس البيئة في محطة الفضاء الدولية.

وأطلقت شركة لينوفو الصينية أول هواتف المشروع “Tango”، يونيو الماضي، وهو “Phab2 Pro”، الذي يحمل كاميرا خلفية أساسية دقتها 16 ميجابكسل، مع كاميرتين خلفيتين إحداهما مخصصة لقياس عمق الأماكن، والأخرى لتتبع حركة الأجسام، وكاميرا أمامية دقتها 8 ميجابكسل، فضلًا عن مستشعرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء لقياس عمق الأماكن المختلفة، وبرمجيات متطورة قادرة على إخراج الأماكن المختلفة في شكل ثلاثي الأبعاد.

درجة حرارة الفضاء الخارجي

قد تنخفض حرارة الفضاء لتصل إلى 270.4 درجة مئوية تحت الصفر، فيما قد ترتفع لتسجل 120 درجة مئوية، في مواجهة الشمس، لذا سيكون مستحيلًا على الهواتف الذكية التعايش في مثل هذه الأجواء باستثناء هواتف جوجل المشار إليها التي أثبتت قدرة على التعايش في محطة الفضاء الدولية، بعد أن أجرت “ناسا” عليها اختبارات عديدة، لكن غير واضح ما إذا كان تم اختبارها على أعلى وأقل درجات الحرارة في الفضاء أم لا.

يستطيع هاتف شركة أبل الأمريكية، آيفون 7، تحمل درجات الحرارة من صفر وحتى 35 درجة مئوية عندما يكون مشغلًا، فيما يصمد أمام درجات الحرارة من 20 تحت الصفر وحتى 45 درجة مئوية إذا كان مغلقًا.

وأثبتت الاختبارات، التي أجريت على 15 نوع من الهواتف الذكية التي لها شعبية، أن أقل درجة حرارة تستطيع تحملها، هي 35 تحت الصفر، وحتى هاتف “Cat B15” الذي صمم خصيصًا لتحمل الظروف القاسية، يعمل فقط بين 20 درجة مئوية تحت الصفر و55 درجة مئوية.

440x330-cat-b15-7

ويشير الخبراء إلى أن شاشات الهواتف تتعطل حال تعرضت لدرجات حرارة عالية، وتتحطم تمامًا في الأجواء الباردة للغاية، فرغم اعتماد العديد من الشركات المنتجة للهواتف على زجاج “Gorilla” المقاوم للصدمات في هواتفها، إلا إنه لن يجعل الشاشة محصنة في مثل هذه الظروف الجوية القاسية للغاية.

وتعتبر البطارية هي المشكلة الأكبر في الهاتف، فمن الممكن أن تتسبب في اشتعال الهاتف وانفجاره إذا تعرضت لدرجات حرارة مرتفعة، في حين أن البرودة الشديدة قد تتسبب في استنزاف طاقتها سريعًا.

اضغط لتعلق

شارك بردك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

To Top