الإعلانات التي نراها أثناء تصفحنا لفيسبوك ليست عشوائية، فهي مصممة خصيصًا لاستهداف مجموعات محددة من المستخدمين وفقًا لموقعهم الجغرافي واهتماماتهم وما يبحثون عنه عبر الإنترنت.
ووربما تتفاجأ من المعلومات التي يجمعها فيسبوك عنك لأغراض إعلانية، مثل حالتك الاجتماعية الأخيرة التي شاركتها عبره ونوعية الطعام الذي تفضله، واهتمامك بأشياء اشتراها الأصدقاء حتى لو لم تعبر أبدًا عن رغبتك في امتلاكها، لتحصل فيسبوك على عوائد إعلانية بقيمة 40 مليار دولار في العام الماضي وتحتل المرتبة الثانية بعد جوجل في هذا المجال، ومن المتوقع أن ترتفع الأرباح أكثر هذا العام.
ولا تتوقف المعلومات التي تجمعها فيسبوك عنك لأغراض إعلانية عند اهتماماتك وأنشطتك عبر منصتها ومواقع الويب الأخرى، بل تمتد كذلك لاهتمامات الأصدقاء، فلا تتعجب عندما ترى إعلانًا عن مطعم أعجيب به صديق لك على سبيل المثال. وكذلك التصنيفات العرقية القائمة على اللون والأصل العرقي للمستخدم.
ولكن الأمر تحول إلى مشكلة لفيسبوك عندما اكتشفت أن شركة ProPublica تسمح للمعلنين باستثناء بعض المجموعات العرقية من إعلانات الوظائف، وهذا غير قانوني تمامًا، ما دفع فيسبوك في أواخر 2017 إلى تعطيل خاصية توجيه الدعاية الإعلانية بناءً على التصنيفات العرقية للمستخدمين، بجانب التصنيفات الدينية والإنسانية، بحيث يمكن للمعلنين استهدافهم بإعلاناتهم ولكن ليس استثنائهم منها.
وعلى الرغم من ذلك تبقى قدرة المعلنين على استهداف او استثناء فئات أخرى من المستخدمين، مع تحذير فيسبوك لهم بعدم تضييق نطاق المجموعات المستهدفة ليصل الإعلان إلى أكبر عدد ممكن من المستخدمين.
ومؤخرًا أطلقت فيسبوك نوعًا آخر من الإعلانات يعتبر مزعجًا للغاية للمستخدمين، وهو الإعلانات الديناميكية. فعند بحثك عن منتج معين عبر فيسبوك أو الويب تظل إعلاناته تتبعك في كل مكان. وإن كنت تستخدم خدمة تسوق إلكتروني وقمت بوضع المنتج في عربة التسوق دون إتمام عملية الشراء، تطاردك الإعلانات وتغريك بشرائه مع عروض وخصومات متنوعة.