عشر سنوات تقريبا قضيناها في تطويرها، وفي النهاية أصبحت شبكة الجيل الخامس للاتصالات 5G حقيقة واقعة، حقيقة ستغير –كما كل تطوير تكنولوجي مهم ومحوري- من شكل الحياة حولنا.. فما الذي يجب معرفته عن شبكة الـ5G؟!
من الأسئلة التي تدور حول تقنية الجيل الخامس 5G: ما هو الجيل الخامس؟ ومتى يصل إلى مدينتي؟ ولماذا ينشغل الجميع بمتابعة الهواتف الذكية الذي تدعمه؟
ما هو الجيل الخامس؟
الجيل الخامس 5G هو الجيل التالي من النطاق العريض للأجهزة المحمولة (موبايل برودباند)، والذي سيحل محل الجيل الرابع 4G LTE، أو سيعمل إلى جانبه في بعض الظروف، ويقدم الجيل الخامس للاتصالات سرعات تحميل وتنزيل مرتفعة للغاية، كما سيخفض بشكل كبير من الوقت الذي تستغرقه الأجهزة للتواصل مع كل الشبكات اللاسلكية الأخرى.
وشبكة الجيل الخامس 5G أسرع بنحو 20 مرة تقريبا مقارنة بشبكات الجيل الرابع 4G، وفي حين أن فترة الانتظار أو الكمون Latency (الفاصل الزمني بين عملية تحفيز ما وعملية الرد على ذلك التحفيز) هي 50 مللي ثانية في الجيل الرابع، فإنها تبلغ 1 مللي ثانية في الجيل الخامس!
وتتميز تقنية الجيل الخامس 5G، على عكس الأجيال السابقة LTE، على 3 نظاقات طيفية مختلفة، وهو ما سيكون له تأثير كبير على استخدامنا اليومي للتقنية.
الطيف الأول هو الطيف منخفض النطاق، بتردد 1 جيجاهرتز، ويوفر مساحة تغطية كبيرة، لكن عيبه أن سرعات البيانات الأقصى له لا تتعد 100 ميجابت في الثانية.
الطيف الثاني هو الطيف متوسط النطاق، ويوفر تغطية أسرع ووقت أقل في اتصال الأجهزة بالشبكات، لكنه يفشل في اختراق المباني والنفاذ منها، كما الطيف منخفض النطاق، والسرعات القصوى للبيانات عبره تصل إلى 1 جيجابت في الثانية، وغالبا ما تستخدم أجهزة مساعدة تضم هوائيات متعددة من أجل تقوية تغطية هذا الطيف داخل المباني والبنايات.
أما الطيف الثالث، فهو طيف النطاق العريض، ويشار إليه غالبا باسم mmWave، ويوفر هذا الطيف سرعات قصوى تصل إلى 10 جيجابت في الثانية، ولديه زمن اتصال منخفض للغاية، والعيب الرئيس فيه هو ضيق منطقة تغطيته وضعف نسبة اختراقه للمباني، مما يدعو إلى الاعتماد على محطات مساعدة منخفضة الطاقة في المنطقة التي نريد تقوية الشبكة فيها، وتعرف هذه المحطات باسم “الخلايا الصغيرة” Small Cells.
كيف سنستفيد من الجيل الخامس 5G؟
ستحدث شبكات الجيل الخامس 5G –دون مبالغة- ثورة في أوجه الحياة حولنا، من الزراعة إلى التصنيع، فسوف توفر سرعات عالية للغاية تتيح التحكم في الروبوتات والماكينات في المصانع والحقول، وستؤدي إلى تطوير كبير في صناعة السيارات ذاتية القيادة وإنترنت الأشياء IoT، وفي الاستجابة للكوارث والتعامل معها، إلى جانب الكثير من الابتكارات والإبداعات التي تعتمد على شبكات الجيل الخامس.