من وقت لآخر، نقول لأنفسنا: “كفاية فيسبوك.. كفاية تضييع وقت عليه، نفسنا في تواصل اجتماعي زي بتاع زمان، الفيسبوك مجلناش منه غير الإكتئاب!”
يمكن أن نأخذ القرار بإغلاق فيسبوك أو نتوقف عن النشاط عليه، وبعد فترة قصيرة نعود إليه مرة ثانية، دون الحصول على إجابة لسؤال: “هل التوقف عن استخدام فيسبوك جلب لنا السعادة؟”
الإجابة على هذا سؤال حيرت عدد من العلماء مثلنا، وجعلت البعض منهم يجرون دراسة، كشفت أن استخدام فيسبوك Facebook بشكل يومي يصيب المستخدم بالتعاسة، وأن التقليل من استخدامه والابتعاد عنه لوقت يزيد مستوى السعادة.
لكن على الرغم من أن الابتعاد عن فيسبوك يجلب السعادة ويحسن حياتنا الشخصية والذهنية والنفسية، إلا أن الابتعاد عنه يصيبنا بفقر معرفي وتراجع في المعلومات، خصوصا في المجال الإخباري والأحداث المحلية والإقليمية الجارية، ليبقي سؤال لماذا فيسبوك يصيبنا بالتعاسة؟
في أواخر عام 2014، أجري عدد من العلماء دراسة عن تراجع سوء الحالة المزاجية عقب استخدام “فيسبوك” لمدة 20 دقيقة، مقارنة بأشخاص تصفحوا فقط بعض مواقع الإنترنت في نفس الفترة الزمنية، وكشفت الدراسة أن الناس شعروا بسوء الحالة المزاجية لأنهم رأوا أنهم أهدروا وقتهم في استخدام فيسبوك.
والسبب الأكثر انتشار، أن الشعور بالتعاسة يمكن أن ينتشر بين الناس على “فيسبوك” بسهولة، لأن أكثر من مليار منشور يكتب في دقائق، حيث كتب أكثر من 100 مليون مستخدم على فيسبوك، ما بين عامي 2009 و2012، ما يقرب من مليار منشور، أي أن منشور واحد سلبي يكتبه مستخدم يؤثر على باقي الأصدقاء والمتابعين سلبا أيضا.
وتأكيدا لذلك، توصلت دراسة مشابهة أجريت عام 2016، شملت 1,700 مستخدم، إلى أن هناك مخاطر للتعرض للاكتئاب والقلق بين الأشخاص الأكثر استخداما لمواقع التواصل الاجتماعي.
احصائيات..
ووفقا لإحصائيات شركة “فيسبوك” فإن عدد المستخدمين النشطين يقدر بنحو 2.2 مليار مستخدم شهريًا و 1.4 مليار مستخدم نشط يوميًا، بجانب أن هناك أكثر من 300 مليون صورة تم تحميلها على فيسبوك Facebook كل يوم، و في المتوسط يتم إنشاء 5 حسابات Facebook في كل ثانية.
والنتيجة.. الأرقام السابقة مؤشر خطير للغاية، وإثبات أنه كلما زاد عدد المستخدمين على موقع “فيسبوك” زاد أيضا عدد المصابين بالاكتئاب والتعاسة.
