أعلنت شركة جوجل، في أغسطس سنة 2015، عن إنشاء شركة جديدة تحمل اسم “Alphabet”، والتي ستكون شركة قابضة تضم تحت مظلتها جوجل وكل المشروعات الأخرى التابعة لها.
السبب الذي أعلنته جوجل لهذا التغيير هو “المستثمرين وحاملو الأسهم”، إذ سيكون بإمكانهم فصل نقاط قوة جوجل الرئيسية (البحث والإعلانات)، عن المشروعات الأخرى ذات المخاطر المرتفعة، مثل السيارات ذاتية القيادة.
السبب الآخر هو رغبة لاري بيدج، مؤسس جوجل ورئيسها التنفيذي السابق، في أن يعمل من المقعد الخلفي للعمليات، دون “الظهور في الصورة” مع جوجل، ليركز على أحلام أكبر، مثل مشروعات الشركة الخاصة بالطاقة والصحة، بعد أن أصبح الرئيس التنفيذي لـ”Alphabet”.
وهكذا تصبح المشروعات الأكثر إثارة للجدل، مثل توسيع نطاق عمل الشركة في مجال الطائرات دون طيار المُعرضة للحوادث، وتقنيات الرعاية الصحية الحرجة، لن ترتبط باسم جوجل، بل هي مشروعات مملوكة لـ”Alphabet”، الشركة التي ربما لم تسمع بها من قبل على الأرجح.
لأكثر من عشر سنوات كانت جوجل هي محبوبة الإنترنت، لتقديمها أفضل الخدمات من بحث وخرائط وبريد إلكتروني، وكان لها شعار غير رسمي يقول “لا تكن شريرًا”، للتذكير بأنه أثناء التعامل مع ملايين البيانات الشخصية، لا يجب استغلالها أبدًا.
في نهاية الألفية بدأت تتغير صورة جوجل العامة، وكانت النقلة الأكبر بتقديمها نظام التشغيل أندرويد في عام 2008، ليحاكي نظام “iOS” الخاص بهواتف آيفون، والذي ظهر قبلها بعام واحد.
كان الأمر مريبًا، وبخاصة أن الرئيس التنفيذي للشركة في ذلك الوقت إريك شميت، كان عضوًا بمجلس إدارة أبل أثناء تطوير هواتف آيفون، ما دعا مؤسس أبل الراحل ستيف جوبز إلى تسميتها بالسرقة الصريحة، وتعهد بتدمير أندرويد، واتهم جوجل بأنها لا تعمل بشعارها “لا تكن شريرًا”.
حالات أخرى لم تلتزم فيها جوجل بمعاييرها العامة:
* في 2010 تم ضبط سيارات جوجل “Street View” تتنصت على اتصالات المستخدمين عبر شبكات الإنترنت اللاسكلية Wi-Fi.
* في 2011 وافقت جوجل على مصادرة 500 مليون دولار، بعد تحقيق جنائي أجرته وزارة العدل، أثبت أن جوجل سمحت بشكل غير قانوني لصيدليات كندية على الإنترنت، بالإعلان عن بيع منتجاتها في الولايات المتحدة الأمريكية.
* في 2012، خرقت جوجل سياسة عدم استخدام الكوكيز (ملفات التتبع) لمتصفح سفاري الخاص بشركة أبل، ودفعت غرامة 22.5 مليون دولار للجنة التجارة الاتحادية.
* كما حاولت في نفس العام وضع سياسة خصوصية موحدة لجميع خدماتها، وهو الأمر الذي أغضب بعض العملاء لقناعتهم بأن ذلك سيُسهل بيع بيانات المستخدمين للمُعلنين.
وبين أسباب ربما تكون منطقية لإنشاء “Alphabet” ومواقف مثيرة للجدل لجوجل، نجد أن تغيير الاسم لا يعني تغيير الماضي، لكن سيتنحى اسم جوجل قليلًا عن الساحة العامة، ليظهر اسم “ألفابت” على المشروعات الجديدة رويدًا وريدًا مع بقاء الماضي في الذاكرة.