ربما يكون تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة “أبل” ليس سعيدًا بفوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، فالرئيس الأمريكي الجديد استهدف “أبل” بشكل مباشر، في أكثر من مناسبة، خلال حملته الانتخابية.
في يناير الماضي، في أحد مؤتمراته الانتخابية بجامعة “ليبرتي”، قال ترامب إنه حال أصبح رئيسًا “سنجبر أبل على تصنيع كمبيوتراتها اللعينة وأشيائها في هذا البلد، وليس في دول أخرى”، لافتًا إلى أنه سيعمل على سن القوانين التي تقضي بذلك، لأن هذا الأمر سيساهم في توفير فرص عمل للأمريكيين، وفي مؤتمر انتخابي آخر بولاية أيوا، سبتمبر الماضي، جدد ترامب تهديده للشركة.
قد لا يعلم ترامب أن التكلفة المنخفضة لتصنيع أجهزة أبل في الصين لا تقارن تمامًا بالولايات المتحدة، وهذا ما يدفع الشركة للجوء للدولة الآسيوية، لذا إذا استجابت لتهديدات الرئيس الأمريكي الجديد ستتضاعف أسعار منتجاتها.
لم تكن هذه المرة الوحيدة التي يحتك فيها ترامب بـ”أبل”، إذ دعا، فبراير الماضي، عبر تويتر، إلى مقاطعة منتجات أبل بسبب رفضها الامتثال لقرار قضائي يلزمها بفك تشفير أحد هواتف آيفون، والخاص بالإرهابي سيد فاروق، منفذ هجوم سان برناردينو بولاية كاليفورنيا، الذي أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة آخرين، في شهر ديسمبر من العام الماضي.
Boycott all Apple products until such time as Apple gives cellphone info to authorities regarding radical Islamic terrorist couple from Cal
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) February 19, 2016
وكان مبرر “أبل” أن امتثالها للقرار يهدد خصوصية مستخدمي هواتف “آيفون”، فصنع أبواب خلفية في نظام الهاتف سيفتح الباب أمام الهاكرز لاختراق المزيد من هواتفها، لذا التزمت بتقديم ما لديها من معلومات عن صاحب الهاتف، لكن رفضت فك تشفيره.
وفي تغريدة أخرى قال ترامب “أنا أستخدم الاثنين آيفون وسامسونج، إذا لم تقدم أبل للسلطات معلومات عن الإرهابيين، سأستخدم سامسونج فقط حتى تقدم المعلومات”.
I use both iPhone & Samsung. If Apple doesn’t give info to authorities on the terrorists I’ll only be using Samsung until they give info.
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) February 19, 2016
ليرد تيم كوك ساخرًا “لم أتحدث إليه لذلك أنا لا أعرف ما يفكر به.. أعتقد أنه يجب مقاطعة أبل لأنها تعطي هذا القدر من الاهتمام لأمان بيانات المستخدمين”.
هكذا نرى أن العلاقة لم تكن على ما يرام بين ترامب و”أبل”، فهل يتغير الأمر بعد أن اًصبح رئيسًا؟، أم سيجبر الشركة فعلًا على ترحيل صناعتها من الصين إلى موطنها ويفرض قيودًا على تعاملها مع خصوصية مستخدميها، سننتظر ونرى…