ربما يرسم البعض صورة مستقبلية، بعد عشرات أو مئات السنين، تسيطر فيها الروبوتات تمامًا على الأرض، وتتمرد على الجنس البشري حتى تبيده، لكن ليست هذه الصورة، التي ما زالت بأكملها جزءًا من الخيال، ما نرصده في السطور التالية، إنما نقصد المستقبل المهني، فالأمر أقرب وأخطر مما يتخيل البعض، لأن الروبوتات بدأت بالفعل في تقاسم “أكل العيش” معنا.
“نحن اقتربنا كثيرًا للوقت الذي تستطيع فيه الآلات التفوق على البشر في المهام كافة تقريبًا.. هل يستطيع الاقتصاد العالمي التأقلم مع نسبة بطالة تتعدى 50%”، هكذا يعلق موشي فاردي، مدير معهد تكنولوجيا المعلومات بجامعة “رايس” في ولاية تكساس الأمريكية، على الأمر، بحسب موقع “Phys.ORG”، مشيرًا إلى خطورة الروبوتات على مستقبل التوظيف الإنساني.
روبوتات تطهو وتقدم الطعام في مطعم صيني
لكن هل تستطيع الروبوتات منافسة العقل البشري؟
قد يكون رد البعض على فاردي، هو “الروبوتات لا تستطيع أن تنافس البشر في 98% من الوظائف، فالإنسان سيخرج في النهاية منتصرًا بفضل عقله وقدرته على التعامل مع الظروف والمواقف المختلفة والطارئة”، لكن في الواقع الروبوتات قامت بالفعل بمهام عديدة أصعب كثيرًا من تلك التي يقوم بها الإنسان، مثل الصيدلة، وقيادة السيارات والطائرات، وإدارة المخازن، وتقديم الطعام، ومجالسة الأطفال، والتعليم، والتقديم التليفزيوني، بل وأيضًا ريادة الفضاء، وهناك شركات كبرى تعتمد كليًا على الروبوتات في تشغيل وإدارة المصانع والمخازن، مثل “فولكس فاجن”، و”أمازون”.
وخلصت العديد من الدراسات إلى أن نحو 50% من الوظائف الحالية لن تكون متاحة للبشر خلال عقدين، وهو ما ما بدأت مؤشراته في الظهور بالفعل.
مايكروسوفت كشفت عن أول مذيعة روبوت
الروبوتات تغري أصحاب الأعمال
وفي الواقع الأمر لا يتعلق فقط بكفاءة الروبوتات العالية وتعزيز الكفاءة الإنتاجية وفعاليتها، لكن أصحاب الشركات والأعمال سيتوجهون للروبوتات أيضًا لتقليص كل من: تكاليف العمالة، والأخطاء الناجمة عن البشر وعدم استقرار الموظفين، كما أن الروبوتات لن تطلب إجازات، ولن تثقل كاهل صاحب العمل بحقوقها القانونية والمادية.
الروبوتات تعمل في مخزن أمازون
مخاوف
وفي ظل التقدم الكبير في تقنيات تطوير الروبوتات، تزداد المخاوف منها، ومما قد تشكله من خطر على الإنسان، قد يصل إلى إبادته، وهنا قد تظهر الصورة المستقبلية التي تحدثنا عنها في البداية، لذا يرى البروفيسور ستيوارت رسل، المختص في علوم الكمبيوتر في جامعة كاليفورنيا، أن الحل لتجنب هذا الخطر المحتمل يتمثل في تحويل القيم الإنسانية إلى كود برمجي، وفقًا لشبكة “Skynews” الإخبارية.
وما يتحدث عنه رسل ليس مستحيلًا، فيستطيع المبرمجون بالفعل إدخال مجموعة من القواعد والأخلاق الإنسانية إلى العقول الاصطناعية للروبوتات، وفرض بعض القيود البرمجية عليها في الوقت ذاته، وحينها سنكون مضطرين للترحيب بها في وظائفنا.
القوات الأمريكية تختبر روبوتات قتالية