لم يكن هناك صوت يعلو على تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في عام 2023، ومن المتوقع أن يستمر النقاش والجدال وطرح الكثير من الأفكار والتقنيات في العام الجديد، الذي يتوقع أن تدخله فيه الحلول والتطبيقات المقدمة لمستوى أكثر عمقا، وتشير تقديرات مؤسسة ماكينزي المتخصصة في دراسات وأبحاث السوق إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يضيف ما بين 2.6 إلى 4.4 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي سنويا.
ولا تنفصل ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي عن علوم وقواعد البيانات التى مهدت الطريق لهذه الخطوة الكبيرة، وهي هنا ليست فقط داعمة ولكن شريكة، لماذا؟
لإن في رحلة الشركات لإعداد نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي والتدريب عليها، تحتاج إلى كميات هائلة من البيانات، المتدفقة، والمنظمة، والمؤمنة، والمعالجة بصورة احترافية ودقيقة، وفي المقابل؛ تقوم تلك النماذج بنفسها أيضًا بتوليد كميات هائلة من البيانات مرة أخرى، لذا، على كل قائدة الأعمال أن يتساءلوا قبل أن يتبنوا نهج الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي: هل تتناسب حلول التخزين التى نعمل عليها مع تلك المهام الجديدة؟ في عام 2024 وما بعده، ستصبح بنية البيانات قابلة للتطوير وآمنة، كما ستفرَق بين الشركات التي تتبنى نهج الذكاء الاصطناعي وتحدد مدى تميزها.
ولكي يتم تبني نهج الذكاء الاصطناعي التوليدي بنجاح، يجب على الشركات إعادة هيكلة وتصميم وتعزيز مساحة التخزين لإدارة متطلبات إدارة البيانات الضخمة للذكاء الاصطناعي التوليدي إدارة فعالة. ومن خلال القيام بهذا، ستتجنب الشركات البطء المحتمل في العمليات بسبب عدم كفاية مساحة التخزين أو بسبب تصميمها.
وفي الواقع، تعمل أنظمة التخزين التقليدية على مواكبة تزايد البيانات، وفي ظل تقدم أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي ومعالجة المهام الجديدة المعقدة، ستزداد الاحتياجات. بمعنى آخر، يجب أن تتماشى منصات التخزين مع البيانات غير المنظمة المعقدة، والمعروفة أيضًا باسم البيانات النوعية Qualitative Data، والاحتياجات الجديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي.
في الواقع، تمثل البيانات غير المنظمة أكثر من 90% من البيانات التي تنشأ كل عام، ويرجع ذلك إلى تزايد البيانات التي ينتجها البشر. كما تحتاج الشركات إلى طرق جديدة لتخزين البيانات الهائلة والمعقدة تخزينًا فعالًا فيما يتعلق بالتكلفة، وتيسير وتسريع الوصول إليها وحمايتها من الهجمات الإلكترونية.
وتعتبر البيانات غير المنظمة على وجه التحديد ذات أهمية للمخترقين، نظرًا لقيمتها وحجمها الهائل.
وبعبارات بسيطة، تريد الشركات وتتوقع أن تتحسن حركة البيانات والوصول إليها وأمانها. ولجأ الكثيرون إلى استراتيجيات “السحابة أولاً” كحل سريع، حيث يتم تخزين البيانات عبر بيئات سحابية عامة متعددة. ويعد هذا حلًا مؤقتًا، حيث ستواجه الشركات على المدى البعيد مخاوف أمنية وتحديات لتحسين البيانات.
ولكي يصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي حلًا فعالاً، يجب تيسير وتسهيل الوصول إلى البيانات – وهو أمر لا تستطيع استراتيجية السحابة أولاً توفيره.