التغييرات قي سياسة الخصوصية التي قامت بها جوجل في يوليو الماضي، حول تغيير سياسة مشاركة المعلومات الشخصية للمستخدمين، والتي تستخدمها برامج الدعاية الإعلانية لتتبعهم بشكل أفضل.
استحوذت جوجل، عام 2007، على شركة “Doubleclick” للدعاية الإعلانية على الإنترنت، مع التأكيد على أنها سوف تضع في أولوياتها خصوصية المستخدم مع تطويرهم لدعاية إعلانية لمنتجات جديدة، بحسب موقع “engadget”.
ولقد حافظت جوجل على ذلك بالفعل، وقامت بفصل قاعدة بياناتها الضخمة من بيانات التصفح عن المعلومات الشخصية التي يتم جمعها من خلال Gmail وبعض تطبيقاتها الأخرى، حتى هذا الصيف، عندما طلبت من أصحاب الحسابات تبادل المزيد من البيانات، وهو الطلب غير المباشر لإذن المسخدم لجمع بيانات التصفح الخاصة به مع معلومات تعريفية شخصية لتقديم دعاية إعلانية أفضل، بينما تعني الموافقة على هذا الطلب أن تدع دعاية جوجل الإعلانية تعرف من أنت مهما اختلفت الأجهزة التي تستخدمها، ومهما كان المكان الذي تذهب إليه.
هذا يعني أن تتبع “DoubleClick” للمستخدم عبر المواقع يمكن أن يتزايد بناءً على المعلومات التي يُدخلها عبر Gmail، فأصبح بإمكان جوجل أن تجمع ملفًا كاملًا للمستخدمين بربط أسمائهم بمعلومات البريد الإلكتروني، وعادات التصفح، ومحاولات البحث، ما يجعلها قادرة على تقديم دعاية إعلانية تناسب المستخدم بدقة بالغة.
حسابات جوجل الجديدة تشترك تلقائيًا في سياسة تبادل المعلومات الجديدة، بينما أصحاب الحسابات الحالية طُلب منهم الاشتراك في خصائص جوجل الجديدة، هذا أدى إلى تقديم المزيد من الإعلانات المصصمة بدقة لتناسب المستخدم، والقدرة على تسجيل ما تقوم به من نشاط عبر الأجهزة المختلفة التي تستخدمها. بمعنى أخر، الحصول على تفاصيل أكثر عن تاريخ المستخدم.
وبينما تصر جوجل على أنها قد ضبطت سياسة الدعاية الإعلانية لتتناسب مع عصر الهاتف الذكي، فإن المتحدث الرسمي لغرفة أخبار “ProPublica” المستقلة قد صرح أن تلك السياسة الإعلانية، تتيح لجوجل عرض المزيد من الدعاية الإعلانية المصممة بناءً على نشاط المستخدم عبر كل الأجهزة التي يستخدمها، مما يبدو ضارًا بما فيه الكفاية.
ولكن من الإنصاف أن نقول أن المستخدمين الذين وافقوا على سياسة مشاركة المعلومات الجديدة مع جوجل، يمكنهم الانسحاب في أي وقت عن طريق صفحة حسابي على واجهة جوجل الرئيسية، وذلك بتغيير إعدادات الدعاية الإعلانية في حساباتهم.
القضية تكمن في أنه مع وجود معلوماتك الشخصية وبيانات تصفحك متاحة على شبكة الإنترنت، أن شركة “DoubleClick” ستقوم بتقديم دعاية إعلانية مصممة خصيصًا لك، ولكنها لا تعبر عنك ولا تعبر عن أصحاب الحسابات الأخرى الذين قد يتشاركون معك في استخدام نفس الأجهزة. تلك السياسة الإعلانية الجديدة هي انتهاك للخصوصية، وتهديد لقدرة المستخدم البقاء مجهولًا على شبكة الإنترنت.
ما نخشاه هو أن يشجع ذلك عمالقة التكنولوجيا على الحنث بتعهدات قاموا بها منذ عقد مضى، مثلما حدث مع “WhatsApp” في أغسطس الماضي عندما أُعلنت أنه ستتم مشاركة البيانات الشخصية للتطبيق مع الشركة الأم فيسبوك، رغم تعهدهم السابق للمستخدمين بعدم فعل ذلك.
على الأقل جوجل تخير المستخدمين ما بين الحفاظ على معلوماتهم الشخصية منفصلة عن بيانات التصفح، أو الاشتراك في السياسة الجديدة لمشاركة المعلومات.
