تخزن الصناديق السوداء في الطائرات الحديثة ما يقرب من 25 ساعة متواصلة من البيانات، حيث تتابع وترصد وتسجل 88 مؤشرا على الأقل في الطائرة، مثل إعدادات كابينة القيادة ومعلومات المحرك وارتفاع الطائرة في الجو وسرعتها والزمن، وكذلك الأصوات في كابينة القيادة.
وربما يسأل البعض عن إمكانية الاستفادة من خدمات التخزين السحابية “كلاود” Cloud في تخزين محتويات الصندوق الأسود أولا بأول، بدلا من بذل مجهود مضني في العثور عليه وتخزين محتوياته في حالات حوادث الطائرات، فلماذا لا يتم ذلك حتى الآن؟
يقول خبراء التكنولوجيا أنه لا يمكن الاعتماد على خدمة التخزين السحابي “كلاود” في حالة بيانات الصندوق الأسود، فلا يوجد ضمان لاستمرار الاتصال بشبكة الإنترنت وخدمات التخزين السحابية خلال رحلة الطائرة، خاصة في الثواني الحرجة لحدوث عطل أو حادث.
يضاف إلى ذلك ما تتعرض له عملية الإرسال من تشويش أثناء العواصف، إلى جانب إمكانية اختراق البيانات المسجلة على الشبكة وإتلافها أو التلاعب فيها، ما يضر بالمهمة الأساسية للصندوق الأسود، ذلك يكون الصندوق محكم الغلق ومقاوم للماء وكذلك للظروف القاسية المحيطة به، وبه بطارية داخلية تمكنه من العمل والاحتفاظ بالبيانات حتى في حالة التحطم التام للطائرة.